الأسطورة اليونانية سرير بروكرست والحكمة منها


- 04:51
سرير بروكرست
الأسطورة اليونانية سرير بروكرست والحكمة منها


سرير بروكرست (بالإنجليزية: Procrustean bed)‏ هي أسطورة ميثولوجيا من الأساطير اليونانية، وتشير هذه الأسطورة اليونانية إلي الشخصية الأسطورية بروكرست Procrustes، حيث كان حداداً وقاطع طريق من أتيكا، وكان يهاجم ضيوفه ليلا ويقوم بمط أجسادهم أو قطع ارجلهم لتتناسب أطوال أجسادهم مع سريره الحديدي.

اليك في ما يلي قصة أسطورة سرير بروكرست والحكمة منها ، قراءة ممتعة:

أسطورة سرير بروكرست.

تقول الأسطورة اليونانية أن بروكرس كان حداداً حيث كان يملك سريراً حديدياً، يقوم بروكرست بدعوة أي مسافر مار ليحسن ضيافته ويدعوه إلى النوم في هذا السرير، وكان بروكرست مهووسا بأهمية ان يناسب طول الضيف  السرير.

فاذا كان الضيف أطول من السرير،  قام بروكرست بقطع ارجله ليتناسب مع السرير، وإذا كان أقصر من السرير، مط جسم الضحية حتى تتكسر مفاصله ويساوي جسمه السرير بالضبط. 

ولم يكن لاحد ان ينجو من هذا المصير المرعب، الا من وافق طوله مقاس السرير فقط.

الحكمة والعبرة من  اسطورة بروكرست 

أن هذه الشخصية في الميثولوجيا "بروكرست" هي مثال رائع على من يعتبر أن مقاييسه الشخصية وافكاره وقناعاته هي الأفضل للكون، بينما المختلفين عنه مجرد أشياء لا فائدة منها، ويجب إزالتها.

وهو واقع الكثير من الناس اليوم للأسف، فلديهم في أذهانهم  سرير بروكرست، ولا  يقبلون أي شخص كما هو بل يبادرون إلى حشره بالقوة في صورة يصنعونها له ويتخلصون مما لا يوافقها.

لهذا يجب أن نقذف بهذا السرير خارج أذهاننا ونعلم أن للناس مقاسات وعقول ورؤى مختلفة، وأن لا نحشرهم في قالب نصنعه حسب هوانا ثم نلومهم أذا خالفوه.

فلكل إنسان أفكاره وثقافته الخاصة به وليس من حقنا أن نجبره على التخلص منها لمجرد أنها لا تناسب مع أفكارنا وثقافتنا، بل  نقدم له النصيحة، وهو حر أن يأخذ بها أو لا يأخذ بها، حتى الرسول  صلى الله عليه وسلم كانت وظيفته التبليغ  قال تعالى في كتابه العزيز:(يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك ) وكذلك قوله تعالى: (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر).

مغالطة سرير بروكرست

مغالطة سرير بروكرست
مغالطة سرير بروكرست

هناك مغالطة منطيقة يقع فيها بعض الناس في النقاش، وتسمى مغالطة سرير بروكرست، نسبة الى هذه الاسطور، ويشير مصطلح مغالطة سرير بروكرست إلى فرض الرأي بالقوة علي المستمعين عن طريق قولبة الأفكار.

 كما يطلق عليها لفظ البروكرستية وتعبر عن أي نزعة إلى «فرض قوالب» جبرية على الأشياء (الأشخاص أو الأفكار..) أو ليّ الحقائق أو تشويه المعطيات، وأن نفرض حقيقة ثم نبحث عما يدعمها، ونفسر المعطيات بما يطابق افتراضاتنا، لكي تتناسب قسراً مع مخطط ذهني مسبق. 

ومثالا على ذلك، فالطبيب الجيد ينظر إلى الأعراض التي تظهر على الإنسان ليستنبط منها علة أو مرض ذلك الإنسان، أما المغالطة المنطقية تحدث عندما يقوم الطبيب بافتراض مرض معين ثم البحث عن أدلة تلائم افتراضه، فهو بذلك يفصل استدلالا على قياس فرضه قد لا يكون صحيحا بالضرورة.