قصة جميلة عن الصداقة والوفاء


- 10:06
قصة جميلة عن الصداقة والوفاء
قصة جميلة عن الصداقة والوفاء


الصداقة والوفاء لا يقلان أهمية في  أي علاقة بين الناس في الحياة. إنهما من أهم الركائز التي تمنع أي علاقة من الانهيار.

كلنا نتحدث عن الصداقة لكننا نادرا ما نذكر أهمية الوفاء  في الصداقة، إذا فكرت في الأمر، ستدرك أنه لا توجد صداقة حقيقية  بدون وفاء.

الوفاء هو الدعم والتواجد من أجل رفيقك في الحياة، متى احتاج إليك، مهما كانت الأوقات الصعبة، سيبقى الصديق الوفي مخلصا بجانبك دائمًا.

في ما يلي نعرض قصة جميلة عن الصداقة والوفاء، وهي قصة مؤثرة ورائعة ننصحك بقرآتها حتى النهاية، قراءة ممتعة:

قصة جميلة عن الصداقة والوفاء

كان فيما مضى شاب يعيش  في ثراءا عظيم، بفضل ثروة والده، وكان والده يعمل بتجارة الجواهر والياقوت، وكان هذا الشاب كريما على اصدقائه، ولا يبخل عليهم بشئ ، وهم بدورهم يجلّونه ويحترمونه بشكل لا مثيل له.

ودارت الايام دورتها ويموت والد الشاب وتفتقر العائلة افتقارا شديدا فأنقلب حال الشاب من الثراء الى الفقر الشديد،  عندها ذهب يبحث عن اصدقاء الماضي كي يساعدوه.

فعلم ان أعز صديق كان يكرمه ويؤثر عليه وأكثرهم مودةً وقرباً منه قد اثرى ثراء لا يوصف واصبح من اصحاب القصور والاملاك والضياع والاموال.

فتوجه اليه عسى ان يجد عنده عملاً أو سبيلاً لإصلاح حاله،  فلما وصل باب القصر، استقبله الخدم والحشم، فذكر لهم صلته بصاحب الدار، وماكان بينهما من مودة قديمة، فذهب الخدم فاخبروا صديقه بذلك.

فنظر اليه ذلك الرجل من خلف الستار، ليرى شخصا رث الثياب عليه آثار الفقر، فلم يرض بلقائه، وأخبر الخدم بان يخبروه ان صاحب الدار لا يمكنه استقبال أحد.

فخرج الشاب والدهشة تأخذ منه مأخذها وهو يتألم على الصداقة كيف ماتت، وعلى القيم كيف تذهب بصاحبها بعيدا عن الوفاء، وتساءل عن الضمير كيف يمكن ان يموت وكيف للمروءة ان لا تجد سبيلها في نفوس البعض.
.
ومهما يكن من أمر فقد ذهب بعيدا،  وقريبا من قصره صادف ثلاثة من الرجال عليهم أثر الحيرة وكأنهم يبحثون عن شيء.

فقال لهم ما أمر القوم، فقالوا له نبحث عن رجل يدعى فلان ابن فلان وذكروا اسم والده، فقال لهم انه ابي وقد مات منذ زمن، فحوقل الرجال وتأسفوا وذكروا أباه بكل خير، وقالوا له ان اباك كان يتاجر بالجواهر وله عندنا قطع نفيسة من المرجان كان قد تركها عندنا امانة، فاخرجوا كيسا كبيرا قد ملئ مرجانا فدفعوه اليه ورحلوا والدهشة تعلوه وهو لا يصدق ما يرى ويسمع!

ولكن الشاب لم يجد من يشتري منه هذا المراجان،  فاين من يشتري المرجان الثمين؟ وعملية بيعه تحتاج الى اثرياء،  والناس في بلدته ليس فيهم من يملك ثمن قطعة واحدة.

مضى في طريقه وبعد برهة من الوقت صادف امرأة كبيرة في السن عليها آثار النعمة والخير، فقالت له يا بني اين اجد مجوهرات للبيع في بلدتكم، فتسمر الرجل في مكانه ليسألها عن اي نوع من المجوهرات تبحث عنها،  فقالت اي احجار كريمة رائعة الشكل ومهما كان ثمنها.

فسألها ان كان يعجبها المرجان، فقالت له نعم المطلب، فأخرج بضع قطع من الكيس، فاندهشت المرأة لما رأت، فابتاعت منه قطعا ووعدته بأن تعود لتشتري منه المزيد.

وهكذا عادت الحال الى يسر بعد عسر وعادت تجارته تنشط بشكل كبير.

فتذكر بعد حين من الزمن ذلك الصديق الذي ما ادى حق الصداقة، فبعث له ببيتين من الشعر بيد صديق
جاء فيهما:

  • صحبت قوما لئاما لا وفاء لهم
  • يدعون بين الورى بالمكر والحيل
  • كانوا يجلونني منذ كنت رب غنى
  • وحين افلست عدوني من الجهل

فلما قرأ ذلك الصديق هذه الابيات، كتب على ورقة ثلاثة ابيات وبعث بها اليه، جاء فيها:

  • أما الثلاثة قد وافوك من قبلي
  • ولم تكن سببا الا من الحيل
  • أما من ابتاعت المرجان والدتي
  • وانت أنت أخي بل منتهى املي
  • وما طردناك من بخل ومن قلل
  • لكن عليك خشينا وقفة الخجل!
نأمل أن تكون هذه القصة قد نالت إعجابك.