كيف تختار الكتب المفيدة الجيدة للقراءة


- 23:33
إن القارئ الذكي هو الذي يعرف كيفية اختيار الكتاب الجيد المفيد الذي ينفعه من كل فن وعلم يهمه، ففي هذا العصر المتسارع الذي تدفع فيه المطابع يوميا بآلاف الكتب شهريا، قد صار من المهم جدا أن يعرف الشخص كيف يختار الكتب الجيدة بعناية قبل شرائها.

 خصوصا وأن بعض الدراسات تشير إلى أن أكثر الناس يشترون الكتب بسبب جمال أغلفتها وجاذبتيها في المقام الأول، أو بسبب عنوانها البراق والمثير، ولهذا السبب يحرص الكتّاب المحترفون، وتعتني دور النشر العريقة، بعناوين وشكل وهيئة أغلفة الكتب التي تصدرها عناية كبيرة. 

لكن القارئ الذكي الواعي لا يشتري الكتاب لجمال غلافه، أو لبريق عنوانه، وإنما يعرف كيف يتجاوز ذلك ليدرك قيمة محتوى الكتاب بعينه الفاحصة المدربة، ولهذا الأمر خطوات يمكن تعلمها والتدرب عليها، وأهمها ما يلي:

كيف تختار الكتب المفيد ؟

كيف تختار الكتب المفيدة
كيف تختار الكتب المفيدة


إليك في ما يلي أربعة قواعد أساسية حتى تختار الكتاب النافع المفيد الجيد للقراءة، وأهم النصائح من أجل اختيار الكتب الفكرية والعلمية المفيدة النافعة الجيدة للقراء التي تفتح عقلك :

أولا: لا تحكم على الكتاب من عنوانه

يقول المثل الإنجليزي الشهير: لا يمكنك الحكم على الكتاب من غلافه، (You can't judge a book by its cover) ويقابله في المعنى تقريبا المثل العربي القديم: ليس كل ما يلمع ذهبا

ومن هذا المنطلق لا تتخذ عنوان الكتاب وشكله الجميل دليلا على جودة محتواه من عدمه، لهذا من الضروري قبل شراء أي كتاب جديد الاطلاع أولا على الفهرس الخاص به. ومطالعة بعض صفحاته وفقراته أولا للاطلاع على مضمون الكتاب  واستكشاف طريقة تفكير مؤلف الكتاب وغايته ومدى منطقية أفكاره.

ثانيا: لا تتجنب الكتب التي تتعارض وتتصادم مع قناعتك 

يجب على القارئ الذكي أن يوطن نفسه لاستيعاب الجديد، وأن يهيئ عقله لمواجهة معارف وأفكار قد تغير بعض ما لديه من مخزون فكري وقناعات، كان يظنها من القطعيات والثوابت التي لا تحتمل النقاش. إن الكتب التي تتحدى ما لدى المرء من أفكار هي تماما تلك الكتب التي يجدر به أن يقرأها، وكلما أبحر القارئ في عالم القراءة وازداد تعمقا فيه، وتجاسر على القراءة في علوم وفنون وكتب ما كان قد ألفها من قبل.

و سيظهر له من الأفكار والمعلومات والمعارف ما يتحدى، وربما يتعارض ويتصادم، مع كثير مما كان لديه، وما يختلف مع ما كان يألفه، وما لم تكن نفسيته قد استعدت لقبول هذه المعلومات الجديدة في الكتاب، وإصدار الأحكام عليها لتنقيتها مما يشوبها، وما لم يكن ذهنه يملك من المرونة ما يمكنه من مزج المعرفة الجديدة مع ما لديه من معرفة سابقة، فإنه سيصاب بما يسمى الصدمة المعرفية، وهي التي قد تؤدي به إلى الهرب من المواجهة. 

وللقارئ مطلق الحرية في الهرب، ولكن عليه أن يدرك بأنه إن هو أحجم عن قراءة ما يتحدى ويعارض ما لديه من أفكار ومعارف، فإنه لن يتمكن أبدأ من الوصول إلى تلك الدرجة من الفهم العميق والإحاطة بما يؤمن به أساسا، وسيبقى دائما مهزوز الأفكار عرضة للتشكيك في ما لديه من معرفة.


ثالثا: ليس كل كتاب مثل الاخر

يجب على القارئ الجيد أن يعرف كيف يتعامل مع كل كتاب على حدة، فليس كل كتاب مثل الآخر من حيث المضمون ومقدار الوقت الذي يجب أن يصرف لقراءته، وليست جميعها سواء من حيث مقدار الجهد الذي يجب أن يعطيه لها، وليست جميعها تستحق القراءة لمرة واحدة أو أكثر من مرة وهكذا.

رابعا: قبول التحدي المعرفي

 ان الاستعداد النفسي لقبول التحدي المعرفي الذي سيواجه القارئ في عالم القراءة الذي سينبسط امامه ويتسع كلما توغل فيه اكثر، ضروري جدا حتى يواصل القارئ مسيرته الثقافية والمعرفية ويضمن نمومه الفكري المستمر.