قصة الملك الغاضب والوزير الحكيم والحكمة منها


- 00:36
قصة الملك الغاضب والوزير الحكيم والحكمة منها - لعله خير
قصة الملك الغاضب والوزير الحكيم والحكمة منها

قصة الملك الغاضب والوزير الحكيم، هي قصة قصيرة معبرة جدا، حيث تتضمن هذه القصة حكمة عظيمة ومهمة في حياتنا، وهي من القصص الشرقية الجميلة، والمعروفة أيضا باسم قصة لعله خير، التي تهدف الى مساعدة الإنسان للتعامل مع مصاعب  الحياة. 

والأن إليك في ما يلي نص القصة مع شرح الحكمة منها ونرجو أن تنال اعجابك وتستفيد منها، قرار ممتعة: 

قصة الملك الغاضب والوزير الحكيم 

في قديم الزمان عاش ملك كان معروفا بصرامته وسرعة غضبه  وكان معه وزير حكيم يساعده على حكم مملكته جيدًا.

في أحد الأيام، كان الملك يقطع تفاحة بسكين حادة فجرح إصبعه بالخطأ. صرخ الملك بصوت عالٍ من الألم، وعندها جاء وزيره الحكيم الذي كان خارج القصر في ذلك الوقت .

بسرعة أخذ الوزير قطعة من القماش الأبيض، وبينما كان يربط القماش في إصبع الملك قال: لا تقلق سيدي. فما حدث الأن لعله خير لك، ورحمة الله"!

فغضب الملك وقال: ما هذا الهراء الذي تتحدث عنه؟ الكثير من الدم يخرج. أنا أبكي من الألم وأنت تقول إنها رحمة الله وخير لي. أنت أحمق كبير. سأرميك في السجن."

في تلك الأثناء، استدعى الملك حراسه وطلب منهم إلقاء الوزير في السجن. وفي  ذلك الحين، ابتسم الوزير وقال: "لن أقلق من هذا الأمر فلعله خير لي ورحمة الله." فتعجيب الملك والحراس من كلام الوزير ! 

 في اليوم التالي، ذهب الملك وحيدا راكبا حصانه كالعادة للصيد في الغابة. ولم يكن معه وزيره الحكيم هذه المرة لأنه في السجن في ذلك الوقت.

وسرعان ما تاه الملك في الغابة وضل طريقه حتى هبط وسط قبيلة متوحشة تعبد الاصنام. فحاصر زعيم القبيلة وجنوده. الملك و ربطوا بشجرة.

تجمع سكان القبيلة المتوحشة ورقصوا حول الملك وصرخوا: "ليكن هذا الرجل الغريب ذبيحة لإلهنا كي يسقط المطر".

بدأوا الاستعداد والطقوس الغريبة للتضحية بالملك لإلههم. وكان الملك عاجزًا وحزينًا. لم يكن يعرف ماذا يفعل. لم يكن هناك أحد لمساعدته.

بعد الانتهاء من جميع الاستعدادات، جاء كاهن القبيلة لتفقد الملك والتأكد من خلوه من العيوب فرأى أن الملك لديه جره وضمادة على إصبعه.

عندما رأى الكاهن ذلك  قال لرئيس القبيلة: "هناك جرح في أصبع هذا الشخص. نحن نحتاج إلى شخص يكون جسده سليما كله وخاليًا من أي جروح. فهذا لا يصلح للتضحية  به لإلهنا، فهو غير مقبول».

عندها أمر زعيم القبيلة بإطلاق سراح الملك. عاد الملك إلى مملكته سالماً، وهو يتذكر كلام وزيره الحكيم عندما جُرح إصبعه وكيف كان صائبا. 

ذهب الملك وأخبر وزيره داخل السجن بهذه القصة وكيف أن هذا الجرح البسيط في اصبعه قد أنقد حياته، فابتسم الوزير وقال: "انظر، لقد أخبرتك ألا تقلق وأن كل ما يحدث من سوء أحيانا لعله خير ، ويحدث لمصلحتنا. أنه رحمة من الله من حيث لا نعلم.

فقال الملك: "وما الخير والرحمة في دخولك للسجن؟ لأنك قلت نفس الكلام عندما أمرت الحراس يوضعك في السجن".

فقال الوزير:  "لقد أنقذ السجن حياتي أيضا"!

ارتبك الملك وقال: "كيف أنقذ السجن حياتك؟"

فقال الوزير: ّفي ذلك اليوم قطعت إصبعك وأنقذت حياتك، وعندما أدخلتني إلى السجن، أنقذت حياتي أيضًا. لأنه لو كنت برفقتك للصيد في الغابة لكنت انا الذبيحة مكانك، لكان القبيلة قد ضحّت بي لأنه لم يكن هناك أي جروح في جسدي.!

الحكمة من القصة:

الحكمة من من قصة الملك والوزير هي حكمة واضحة، وهي أن الإنسان العاقل يجب يتقبل بهدوء كل ما يحدث له من سوء في حياته والإيمان بالقضاء والقدر، فقد لا يعلم حكمة الله من ذلك، وقد يكون ذلك خير له وهو لا يدري. 

يقول الله عز وجل في كتابه العزيز: 
(وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)
ومن أسرار هذه الآية العظيمة أنها تقتضي من الإنسان الحكيم التعويض إلى من يعلم عواقب الأمور، والرضا بما يختاره له ويقضيه له لما يرجو فيه من حسن العاقبة.

 لذلك يجب أن نثق بالله ونؤمن أن كل ما يحدث لنا من سوء لعله خير أحيانا قد يحدث لمصلحتنا. إذا اتبعنا هذه الفلسفة، فسوف نتوقف عن القلق أكثر من اللازم، وسيجعل ذلك حياتنا أكثر سعادة.