اعترافات أبناء بعد موت أمهم ..قمة الحسرة والندم


- 00:10
الأم مع الأبناء الأطفال يلعبون
اعترافات أبناء بد موت أمهم


هذه اعترافات خمسة أبناء بعد موت أمهم، وبعدما بلغوا الكبر، وتعكس هذه الاعترافات قمة الحسرة والندم. بسبب التقصير في حق الام، ولم ينتبهوا لها التقصير إلا بعد فوات الأوان وحيت لا ينفع الندم.

اعترافات أبناء بعد موت أمهم

نحن خمسة أبناء اجتمعنا يوماً بعد وفاه أمنا وتعاهدنا بأن يعترف كل منا بأعظم شيء حصل معه ومع أمه ثم ندم على ذلك أشد الندم بعد وفاتها.

قال الأول : كان علي مبلغ ألف دينار ايجار البيت وفي يوم بعد أن مريت بأزمة مالية وجاء صاحب البيت وسامحني بالمبلغ كاملاً وخفض لي الايجار، فطلبت من زوجتي وأبنائي بأن لا يخبروا أمي وذلك حتى أظل في عينها مديوناً. كي لا تطلب مني نقوداً. ويا ليتني لم أفعل.

عندما توفاها الله أغلق باب من أبواب الجنة وضاقت بي الحال لأن التوفيق لي ولأبنائي كان بسبب دعوتها لنا.

وقال الثاني: حصل بيني وبين أمي خلاف على أمر تافه من أمور الدنيا وقاطعتها ومرت عدة أسابيع وكلما تراودني نفسي بالذهاب إليها تقول زوجتي لي: أنت لم تخطأ معها هي التي شتمتك ، أنت وابنك ولم تعجبها تصرفاته ..ومرت السنين وتفوق ابني ويا ليتني لم أفعل

وعندما توفاها الله سافر ابني للخارج وفجأة توفاه الله وحرمني الله منه، لأن دعوة أمي هي سبب نجاح أولادي، فأغلق باب من أبواب الجنة.

وقال الثالث: كانت تأتي بعض المناسبات مثل عيد الأم واشتري لزوجتي أغلى الهدايا وأعطيها لأبنائي ليقدموها لأمهم، واشتري لأمي أرخص الهدايا وأقول لأمي أنت تعلمين الحال لو أن معي اشتريت لك أغلى، وتقول له انت أجمل هديه لي يا ابني، وحتى كنت اشتري لبيتي الشوكولاتة بالكراتين وأعطي لأمي فقط قطعة او قطعتين ويا ليتني لم أفعل.

وتوفاها الله وذهبت بركة البيت وأصبحت فقيرا، وأغلق باب من أبواب الجنة.

وقال الرابع :كنت حريصا انا وزوجتي أن نخفي عن أمي ما نشتريه او نتهادى به أو نحصل عليه ونشرك أمي فقط في أمور الحزن والنكبات ..ويا ليتني لم أفعل.

وتوفاها الله وبعد فتره من وفاه امي أغلق باب من أبواب الجنة وطلقت زوجتي وأصبحت حياتي كلها جحيم، و قد كان توفيقي مع زوجتي بدعوات أمي.

وقال الخامس :لم يكن في حمام أمي سخان لتدفئة الماء وكانت تتوضأ بالماء البارد وانا اتوضأ بالماء الساخن وأقول لها :يا أمي ان شاء الله سأشتري لك سخان لتدفئة الماء وترد علي وهي مبتسمه :يا ابني عندما أنظر إليك أحس بالسعادة والدفأ لوجودك بجانبي. ويا ليتني لم أفعل.

وتوفاها الله وأغلق باب من أبواب الجنة، وأصبحت مهما لبست من الملابس تبقى يداي باردتان ومثل الثلج.

فقالوا جميعا: يا ليتها تعود أمنا لنعطيها حقها فقد قصرنا كثيرا في حقها وأرضينا زوجاتنا وأبنائنا، لكن للأسف الأم إن رحلت لا يمكن أن تعوض أبدا.

العبرة من القصة

ليت جميع الشباب الطائشين الذين يخاصمون أمهاتهم وآباءهم  وأهلهم لأتفه الأسباب يستفيقون قبل فوات الأوان، فمن هم بدون أهلهم لا شيء ولم يكونوا شيء مهما صنعوا. فالأم كنز عظيم تضحي بصحتها ووقتها من أجل أبنائها وهي تستحق كل المحبة التقدير والاحترام والمعاملة الكريمة مصداقا لقول الله عز وجل"
 (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّۢ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا - الاسراء  23).


ماذا علمتني الحياة - د. جلال أمين

"لا زلت أشعر ببعض الألم ووخز الضمير حتى الآن، كلما تذكرت منظر أبي وهو جالس في الصالة وحده ليلا، في ضوء خافت، دون أن يبدو مشغولا بشيء على الإطلاق، لا قراءة ولا كتابة، ولا الاستماع إلى راديو، وقد رجعت أنا لتوي من مشاهدة فيلم سينمائي مع بعض الأصدقاء.

 أحيي أبى فيرد التحية، وأنا متجه بسرعة إلى باب حجرتي وفى نيتي أن أشرع فورا في النوم، بينما هو يحاول استبقائي بأي عذر هروبا من وحدته، وشوقا إلى الحديث في أي موضوع. 

يسألني أين كنت فأجيبه، وعمن كان معي فأخبره، و عن اسم الفيلم فأذكره، كل هذا بإجابات مختصرة أشد الاختصار وهو يأمل في عكس هذا بالضبط. فإذا طلب منى أن أحكى له موضوع الفيلم شعرت بضيق، و كأنه يطلب منى القيام بعمل ثقيل، أو كأن وقتي ثمين جدا لا يسمح بأن أعطى أبى بضع دقائق.

 لا أستطيع حتى الآن أن أفهم هذا التبرم الذى كثيرا ما يشعر به شاب صغير إزاء أبيه أو أمه، مهما بلغت حاجتهما إليه، بينما يبدى منتهى التسامح وسعة الصدر مع زميل أو صديق له في مثل سنه مهما كانت سخافته وقلة شأنه. هل هو الخوف المستطير من فقدان الحرية والاستقلال، وتصور أي تعليق أو طلب يصدر من أبيه أو أمه وكأنه محاوله للتدخل في شئونه الخاصة أو تقييد لحريته؟ 

لقد لاحظت أحيانا مثل هذا التبرم من أولادي أنا عندما أكون في موقف مثل موقف أبى الذى وصفته حالا، وإن كنت أحاول أن أتجنب هذا الموقف بقدر الإمكان لما أتذكره من شعوري بالتبرم و التأفف من مطالب أبى. ولكنى كنت أقول لنفسي إذا اضطررت إلى ذلك “إني لا أرغب في أكثر من الاطمئنان على ابنى هذا، أو في أن أعبر له عن اهتمامي بأحواله ومشاعره، فلماذا يعتبر هذا السلوك الذى لا باعث له إلا الحب، و كأنه اعتداء على حريته واستقلاله؟"