أنواع الصمت في علم النفس وفوائده


- 22:55
يعتبر الصمت لغة الحكماء وله فوائد كثيرة للصحة النفسية والعقلية، وينقسم الصمت الى ثلاثة أنواع رئيسية في علم النفس، وذلك بخلاف ما يعتقده الكثير من الناس من ان الصمت البشري نوع  واحد في جميع الأحوال.

لكن في الحقيقة هذا غير صحيح، حيث هناك أنواع كثيرة للصمت البشري حسب علماء النفس، تختلف عن بعضها حسب دلالاتها الخاصة من حالة الى أخرى. وإليك في ما يلي أنواع الصمت في علم النفس وفوائده للصحة لعقلية والنفسية.

أنواع الصمت في علم النفس

أنواع الصمت في علم النفس

يميز علماء  النفس وتحليل الخطاب" Discourse Analysis" بين ثلاثة أنواع من الصمت في علم النفس وهي كالتالي:.

1ـ الصمت المؤقت

 أول أنواع الصمت هو "الصمت  المؤقت" gap silence، وهو عندما يتوقف الإنسان عن الكلام مؤقتا ليستأنف كلامه بعد قليل، او للبحث عن عبارة او فكرة او جواب عن سؤال ما.

2ـ الصمت العادي

ثاني أنواع الصمت هو "الصمت العادي"  lapse silence، وهو أن يتوقف المتخاطبون عن الكلام لوقت أطول نسبيا نتيجة انتهائهم من كلامهم، ليستأنفوه بعد ذلك بالحديث عن امر ما او عن موضوع اخر قد يكون مختلفا.

3ـ الصمت الدال

ثالث أنواع الصمت هو "الصمت الدال" significant silence، وهو أن يمتنع الشخص عن الكلام عمدا عن امر ما، ليعبر بذلك بصمته عن شيء ما، كأن تسأل من تُخاطبه: "كم عمرك؟" فيمتنع عن الإجابة ويطيل النظر إليك، وكأنه يقول لك: "ما دخلك أنت بعمري؟ هذا الأمر لا يهمك!"

الغاية من استخدام الصمت الدال

الصمت الدال هو من الاستراتيجيات التي يستعملها بعض الأشخاص لا شعوريا ، إنهم يتحدثون عن أمور كثيرة في الحياة وفي العمل والعائلة والاسرة ، فيقولون حولها الكثير، ويفصلون في التعبير عن رأيهم حول ما ينبغي أن تكون عليه الأمور، إلا أنهم يتعمدون الصمت الدال أحيانا لا شعوريا عن مواقفهم حول أمور كثيرة.

فالصمت الدال في هذه الحالة يلجأ اليه صاحبه لا شعوريا، لتأكيد أن الأمور المهمة بالنسبة له هي تلك الأمور التي يتحدث عنها فقط ، اما ما يسكت عنه فيجب تجاهله ونسيانه و أن لا يُهتم لأمره. 


فوائد الصمت 

الصمت هو الحالة التي يكون فيها الشخص خاليًا من الكلام أو الضجيج. يُعتبر الصمت جزءًا من الاتصال البشري وله العديد من الفوائد، بعضها العاطفي والاجتماعي والصحي.  إليك بعض فوائد الصمت:

1. تهدئة العقل: 

يساعد الصمت على تهدئة العقل والتخلص من التفكير الزائد والضغوط النفسية. يمنحك الصمت الفرصة لترتيب أفكارك والتفكير بوضوح. (1)

2. تحسين التركيز: 

عندما تكون في حالة من الصمت، يصبح بإمكانك التركيز أكثر على المهام والأنشطة التي تقوم بها دون تشتيت الانتباه بسبب الضوضاء والضجيج.

3. تعزيز التواصل غير اللفظي:

 يمكن أن يساهم الصمت في تعزيز التواصل غير اللفظي، مثل لغة الجسد وتعابير الوجه والنظرات العاطفية.

4. تعزيز الاستماع: 

عندما تكون في حالة صمت، يمكنك أن تصبح استماعًا أكثر فعالية للآخرين، مما يساعدك على فهمهم بشكل أفضل وتقديم الدعم اللازم عند الحاجة.

5. تقليل النزاعات: 

يمكن أن يكون الصمت أحيانًا وسيلة لتفادي النزاعات والمشاحنات، حيث يمنح الأشخاص الفرصة للتفكير قبل الرد على مواقف محفزة.

6. تحسين التأمل والروحانية:

 يمكن أن يكون الصمت وقتًا مناسبًا للتأمل والتفكير في الذات وتوجيه الانتباه نحو الروحانية والاسترخاء.

7. تقليل التوتر والقلق:

 يمكن للصمت أن يكون مفيدًا في تقليل مستويات التوتر والقلق، حيث يمنح الشخص فرصة للاسترخاء والهدوء النفسي. (2)

8. تحفيز الإبداع: 

يعتبر الصمت بيئة مثالية للتفكير الإبداعي وتوليد الأفكار الجديدة، حيث يمنحك الهدوء اللازم للتأمل والابتكار.

بشكل عام، الصمت يعتبر أداة قوية لتحسين الصحة العقلية والعاطفية، ويمكن أن يكون وسيلة لتحسين الاتصال والتواصل البشري بشكل عام. لذلك، من الجيد أن نتاح لأنفسنا بعض الوقت للصمت والتأمل في حياتنا المزدحمة.