أسباب الفقر في المغرب وحلول لمواجهة المشكلة


- 12:32
أسباب الفقر في المغرب وحلول لمواجهة المشكلة
أسباب الفقر في المغرب وحلول لمواجهة المشكلة

تعد مشكلة الفقر من أكبر التحديات التي تواجه المغرب، حيث يعاني الكثير من المواطنين في البلاد من ضعف الدخل وصعوبة الحصول على فرص عمل وخدمات أساسية. وتؤثر مشكلة الفقر في المغرب بشكل خاص على المناطق الريفية والأحياء الفقيرة في المدن، ويعتبر الفقر أحد الأسباب الرئيسية للانحراف الاجتماعي في البلاد.

وتتعد أسباب الفقر في المغرب، حيث تعمل الحكومة المغربية على علاجها لمواجهة مشكلة الفقر من خلال عدة برامج ومبادرات، مثل برنامج تحسين الإدماج الاقتصادي للشباب وبرنامج دعم الأسر المعوزة والمحرومة، بالإضافة إلى برامج لتعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل. 

وتعمل الحكومة أيضاً على تحسين الخدمات الاجتماعية الأساسية مثل التعليم والصحة والإسكان، وتقديم الدعم المالي للفئات الأكثر فقراً في البلاد.

ومع ذلك، فإن مشكلة الفقر في المغرب لا تزال تشكل تحدياً كبيراً أمام الحكومة والمجتمع المغربي بشكل عام، وتتطلب جهوداً مستمرة ومنسقة لتحقيق التنمية الشاملة والعدالة الاجتماعية في البلاد.

أسباب الفقر في المغرب؟

توجد عدة أسباب وعوامل  تساهم في الفقر في المغرب، ومن بينها:

  • 1- تفشي الفساد: يعاني المغرب من معضلة الفساد والريع الاقتصادي، ويواجه المجتمع المغربي تحديات كبيرة في مكافحة الفساد، وهذا يؤثر على التوزيع العادل للثروة والفرص ويزيد من الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
  • 2- ارتفاع البطالة: يعد ارتفاع البطالة أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى الفقر في المغرب، حيث يواجه الكثير من الشباب المغربي صعوبة في العثور عمل مناسب أو على وظائف ذات أجور ملائمة وهو ما يدفعهم الى الهجرة السرية تحو بلدان أوروبا. وتبلغ نسبة البطالة في المغرب حوالي 12%.
  • 3- سوء التعليم: يواجه الكثير من المغاربة صعوبة في الحصول على تعليم جيد ومناسب، نظرا للوضع المتردي للتعليم العمومي، وهذا يؤثر على فرصهم في العثور على وظائف جيدة ويؤثر على قدراتهم في تحسين مستواهم المعيشي.
  • 4- قلة الاستثمار: يعاني المغرب من قلة الاستثمار الخاص والأجنبي، مما يؤثر سلبا على نمو الاقتصاد ويزيد من قلة فرص العمل في البلاد.
  • 5- التغير المناخي: تعاني بعض المناطق في المغرب من قلة الأمطار والجفاف، وهذا يؤثر سلبا على الإنتاج الزراعي وفرص العمل في هذا القطاع خصوصا في العالم القروي.
علاوة على ذلك، لا يزال هناك فرق كبير في الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية في المغرب. ولا تزال المستشفيات العمومية لا ترقى الى المستوى المطلوب، والعاملون الصحيون في المغرب موزعون بشكل غير متساو بين المناطق الريفية والحضرية. 

وبالاستناد الى البيانات المتوفرة، تظهر ورقة بحثية لمركز السياسات من أجل لجنوب (Policy Center for the New South) نقص المتخصصين الصحيين في مناطق معينة في المغرب. في بعض المناطق ، لا يتوافق عدد الأطباء مع أعداد السكان المرتفعة، لا سيما في المجتمعات القروية التي لا تزال تعاني من الهشاشة في جميع المستويات.

نسبة الفقر في المغرب 2023

الفقر في المغرب
تعيش نسبة كبيرة من المغارب في الفقر بالمغرب 

لا تتوفر حتى الأن بيانات رسمية حول نسبة الفقر الدقيقة في المغرب لعام 2023، حيث أنه لم يتم نشرها بعد. لكن التوقعات تشير الى ارتفاع نسبة الفقر في المغرب بشكل كبير بعد جائحة كرونا، وبعد موجة التضخم الكبير الذي يشهده المغرب منذ بداية سنة 2023 التي تبلغ  أكثر من 8% حسب المندوبة السامية للتخطيط.(1)

حيت تراجعت الطبقة الوسطى وزاد عدد الفقراء في المغرب منذ مطلع سنة 2023، وعادةً ما تقوم الجهات المعنية في المغرب بإصدار تقارير سنوية أو دورية تشمل بيانات حول الفقر والوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد، ويتم تحديث هذه الأرقام بشكل دوري.

وفقًا للتقارير الرسمية الأخيرة المتوفرة، فإن نسبة الفقر في المغرب كانت تتراجع خلال السنوات السابقة، إلا أنها لا تزال تشكل تحدياً كبيراً أمام الحكومة المغربية. وفي عام 2021، كانت نسبة الفقر في المغرب حوالي 4.9٪، من عدد السكان،  وهي تراجع بنسبة 1.1٪ عن العام السابق.

وقد ارتفع معدل الفقر المطلق من 3٪ في عام 2021 إلى 4.9٪ سنة 2022 على المستوى الوطني ، ومن 1٪  نقطة إلى 1.7٪ نقطة في المناطق الحضرية ومن 6.8٪ إلى 10.7٪ في المناطق الريفية ؛ كما ارتفع معدل الضعف النقدي من 10٪ إلى 12.7٪ على المستوى الوطني سنة 2022، ومن 5.9 إلى 7.9٪ في المناطق الحضرية ومن 17.4٪ إلى 21.4٪ في المناطق الريفية. حسب معطيات البنك الدولي.(2)

ويعيش ما يقرب من 19 في المائة من سكان المغرب على أقل من 4 دولارات في اليوم (3). هناك ثلاثة عوامل تعيق تنمية المغرب: الأمية وعدم المساواة والتقلب المناخي وانعدام التوزيع العادل للثروة الوطنية. 

ويمكن الحصول على المزيد من المعلومات والإحصائيات الرسمية حول نسبة الفقر في المغرب على موقع الجهات الرسمية المختصة مثل المندوبية السامية للتخطيط والإحصاء، والمديرية العامة للضرائب وغيرها من الجهات المعنية.

أسباب التضخم في المغرب

نسبة التضخم في المغرب
نسبة التضخم في المغرب


توجد عدة عوامل تساهم في ارتفاع التضخم في المغرب ، ومن بينها:

2- ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الأولية: يعد ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الأولية من العوامل التي تساهم في زيادة التضخم في المغرب. فعلى سبيل المثال، إذا زاد سعر النفط عالميًا، فسيتم تحميل هذا الزيادة على المستهلكين في شكل زيادة في أسعار الوقود والسلع الأخرى التي تعتمد على النفط.
1- الاختلاف بين العرض والطلب: يعتبر العرض والطلب على المنتجات والخدمات أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على التضخم في المغرب. إذا كان الطلب على المنتجات والخدمات يزيد بشكل كبير عن العرض، فإن الأسعار سترتفع وهو ما يقع اليوم في المغرب بالنسبة لأسعار الخضر بسبب التصدير وقلة الإنتاج.
3- سياسات الحكومة: قد تتخذ الحكومة بعض الإجراءات الاقتصادية والمالية التي تؤثر على زيادة معدل التضخم، مثل زيادة الإنفاق الحكومي وتخفيض أسعار الفائدة، والتي يمكن أن تؤدي إلى زيادة في الإنفاق والطلب.
4- تدهور قيمة العملة: قد يؤدي تدهور العملة المحلية أمام العملات الأجنبية إلى زيادة في التضخم، حيث يمكن أن يرفع تدهور العملة تكاليف استيراد المواد الخام والمنتجات الأخرى، مما يزيد من أسعارها.
5- الزيادة في التكاليف الإنتاجية: قد تزيد تكاليف الإنتاج، مثل ارتفاع أسعار اليد العاملة أو الطاقة أو المواد الخام، من تكلفة المنتجات والخدمات، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وزيادة التضخم.

للحد من التضخم في المغرب، تحتاج الحكومة إلى اتخاذ إجراءات مثل زيادة الإنتاجية وتعزيز الصادرات ودعم المتوجات المحلية، وخفض أسعار الطاقة، وخلق فرص الشغل.

حلول الفقر في المغرب

الفقر في المغرب
من مظاهر الفقر في المغرب

تعتبر مشكلة الفقر في المغرب تحدياً كبيراً يتطلب جهوداً منسقة من الحكومة والمجتمع المغربي بشكل عام. وفيما يلي بعض الحلول المقترحة لمواجهة مشكلة الفقر في المغرب:

  1. مكافحة الفساد وتخليق الإدارة: يتطلب مواجهة مشكلة الفقر في المغرب مكافحة الفساد أولا وتحسين الخدمات الإدارية العمومية. والتوزيع العادل للثروة حيث لا يستفيد جميع المغاربة من الثروات الطبيعية لبلدهم بينما يتم نهب جلها من طرف مجموعة من الشخصيات السياسية النافذة في البلاد. حيث يتوفر المغرب على ثروات طبيعية كبيرة تتمثل في الثروات السمكية واحتياطي كبير من الفوسفاط هو الأكبر عالميا ومناجم المعادن الثمينة.
  2. تعزيز النمو الاقتصادي: يعد تعزيز التنمية الاقتصادية أحد الأساسات الضرورية لتخفيف حدة الفقر في المغرب. ومن خلال توفير المزيد من الفرص الاستثمارية، وتشجيع السياحة، وتعزيز التجارة الحرة، وتطوير الصناعات والخدمات، يمكن تحسين الظروف المعيشية للفئات الأكثر فقراً في المغرب.
  3. توفير فرص العمل: يعد خلق فرص العمل المناسبة للشباب والمرأة والفئات الأكثر فقراً أحد الحلول الفعالة لمواجهة مشكلة الفقر في المغرب. ويمكن تحقيق ذلك من خلال دعم ريادة الأعمال وتعزيز التعليم والتدريب المهني ودعم تأسيس المقاولات الخاصة.
  4. تحسين الخدمات الاجتماعية: يتطلب مواجهة مشكلة الفقر في المغرب توفير الخدمات الاجتماعية الأساسية مثل التعليم والصحة والإسكان. ويمكن تحقيق ذلك من خلال توفير مزيد من الاستثمار في هذه المجالات وتطوير البنية التحتية اللازمة.
  5. توفير الدعم المالي للفئات الأكثر فقراً: يمكن توفير الدعم المالي للفئات الأكثر فقراً في المجتمع المغربي عن طريق توجيه الدعم المالي للمشاريع التنموية وتوفير المساعدات الاجتماعية للأسر المعوزة.
عموما يتطلب معالجة الفقر في المغرب جهودًا شاملة من قبل الحكومة والمجتمع المدني والمؤسسات الخاصة، وذلك من خلال تعزيز الاستثمار وخلق فرص العمل وتحسين نظام التعليم ومكافحة الفساد وتنمية القطاع الزراعي والصناعي وتشجيع السياحة الأجنبية والاستفادة من موقعه الجغرافي القريب من أوربا والتصدي لتحديات التغير المناخي.

ومن الصعب على المغاربة الخروج من دائرة الفقر، ما لم يتم محاربة الفساد، وخلق مشاريع تنموية حقيقية، إصلاح شامل للتعليم، حيث لا يزال أكثر من ربع السكان البالغين في المغرب هم من الأميين.

ويعتمد الاقتصاد المغربي إلى حد كبير على الزراعة حيث تمثل 19 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي و 40 في المائة من الوظائف. ومع ذلك، فإن قطاع الزراعة المغربي متقلب بشكل لا يصدق. 18 في المائة فقط من المغرب صالحة للزراعة وهذا القطاع عرضة لتغير الأحوال الجوية. لهذا لا يجب الاعتماد على الزراعة والفلاحة فقط لمعالجة مشكلة الفقر في المغرب.

على الرغم من أن التقدم الاقتصادي في المغرب مند الاستقلال قد قلل من مستوى الفقر إلى حد ما، فإن هذه الحقائق حول الفقر في المغرب توضح كيف أن البلاد لا تزال تعاني من الأمية والبطالة والفقر. تشمل الحلول الممكنة برامج اقتصادية جدية وإصلاح نظام التعليم وتطبيق الحلول الواردة أعلاه.