نماذج من شعر الهايكو الياباني |
الهايكو هو نوع من الشعر القصير، ظهر في الأصل في اليابان. يتكون الهايكو الياباني التقليدي من ثلاث جمل الى سبعة جمل فقط، وتتضمن رموز ومعاني تعبيرية فلسفية. يتم تصنيف القصائد المماثلة التي لا تلتزم بهذه القواعد عمومًا على أنها Senryū وهو نوع شعري اخر.
وفي ما يلي تعريف هذا الشعر الياباني (هايكو) ونماذج من شعر الهايكو وأهم قواعده.
تعريف شعر الهايكو
شعر الهايكو Haiku (俳 句 هو شكل شعري ياباني الأصل، يتكون من 17 مقطعاً لفظياً أو مقطعا صوتيا (باليابانية) وتحتوي على ثلاث وحدات منظومة بترتيب 5 ، 7 ، 5 .. إنها واحده من أهم أشكال الشعر الياباني التقليدي التي لا تزال تتمتع بشعبية واسعة في اليابان المعاصر .
تتصف قصائد الهايكو بالبساطة الخادعة بما يخص جذورها وعمق مضامينها .. وتتطلب أنقى وأعمق الوعي الروحي للفرد .. لكونها تمثل كل العالم الديني والتجربة الشعرية الشرقية ..
الهايكو أيضاً فلسفة تفهم بشكل أفضل من وجهة نظر فلسفة زين .. كما تشمل عناصر من الفلسفات الأخرى كالبوذية والتاوية والكونفوشية والسانتو.
تنبع الحالة الذهنية للهايكو من فكر فلسفة زين المتضمنة نكران الذات والوحدة وقبول الإقرار بالجميل والصمت حين يفقد الإنسان الكلمات .. والتناقض .. واللاعقلانية .. والفكاهة .. والحرية .. واللاأخلاقية .. والبساطة .. والمادية .. والحب والشجاعة.
وقد نشأ شعر الهايكو كجزء افتتاحي لقصائد يابانية أكبر تسمى رينجا . كانت هذه الأشعار من الهايكو المكتوبة على هيئة مقطع افتتاحي تُعرف باسم هوكو Hokku (発 句 )) وبمرور الوقت بدأت تُكتب كقصائد قائمة بذاتها. أعطيت هايكو اسمها الحالي من قبل الكاتب الياباني ماساوكا شيكي في نهاية القرن التاسع عشر.
قواعد شعر الهايكو
على نقيض الشعر الغربي والعربي .. يخلو شعر الهايكو من القافية والوزن .. وتطور من الأشكال المبكرة لقصيدة " تانكا " المؤلفة من خمسة سطور تحتوي على 5 ، 7 ، 5 ، 7 ، 7 مقاطع لفظية – 31 مقطعاً مجتمعة .. يقال إن هذا الشكل بالنسبة للياباني هو أكثر الأشكال الطبيعية طولاً لقصيدة غنائية تعبر عن المشاعر .. تسمى السطور الثلاثة الأولى 5،7،5 كامي نو كو " القصيدة العليا " والسران الباقيان 7،7 سيمو نو كو " القصيدة السفلى ".
تؤكد التانكا .. كشكل شعري غنائي على جمال الحياة والطبيعة .. كما أن الشعور بالحنين جوهر مهم أيضاً .. يسعى هذا الشكل البسيط للتعبير عن جوهر الحنين بعمق حيث تتداخل كل المشاعر في نسيج واحد .. علاوة على أن لهذا التعبير المفعم بالحيوية الذي مس القلوب .. القوة لإثارة تداعي المعاني.
في أواسط فترة " إيدو" أعطى باشو ماتسو الهوك " بداية القصيدة " من الهايكي رينجا ، " القصيدة المترابطة " الشكل المستقل .. وأرسى أسسه كشكل فني يعنى بالحياة والطبيعة .. كما استخدم قيماً جمالية مثل الأناقة الصارمة المدعوة سابي .. شيوري.. المتضمنة التعبير الطبيعي للجمال الرقيق .. والكارومي الساعي لبلوغ الولع المنقى لمادة الحياة اليومية المحضة ..
تاريخ شعر الهايكو
تعتبر الرينجا ( القصيدة المترابطة ) التي رأت النور في فترة هيان ( 794 – 1185 ) في الأصل متكأ جانبياً باستطاعة الشعراء الراحة فيه من العمل الجاد في قرض شعر الواكا .. يمكن اعتبار الواكا كمرادف لتنكا .. القصيدة القصيرة ..
أصبحت الرينجا في عهد سوجي أستاذ الرينجا فناً حقيقياً جاداً بقواعد معقدة .. ومستويات جمالية رفيعة .. من ناحية أخرى اعتبرت الهايكي متعة خفيفة يلوذ إليها الشعراء عقب الرصانة التي يتطلبها قرض شعر الرينجا ..
نجح ماتسوناجا تيتوكو (1571 – 1653 ) في تأسيس أسلوب محافظ شكلي للهايكو .. ووضع قواعد صارمة لتأليف الهايكي .. وسعى لكساء الشكل بأناقة وجماليات الباكا والرينجا الجادة ..
ساهم تيتوكو في نشر شعبية وتداول الهايكي .. بعد موته ظهر تحد للأسلوب الشكلي من قبل مدرسة هايكي دانرين المرنة بقيادة نيشياما سوان ( 1605 – 1685 ) .. أكد سوان على العناصر الفكاهية للهايكي وفصل بقدر الإمكان الهايكي عن شكليات الرينجا ..
لم يكن ماتسو باشو ( 1644 – 1694 ) واحداً من شعراء الهايكي العظام فقط .. بل أكبر المساهمين في تطور الهايكي كشكل فني حقيقي أيضاً .. طور في النصف الثاني من القرن السابع عشر أسلوباً جديداً .. وسما .. بصدقه الفني .. بالتضارب القائم بين الرينجا الجادة والهايكي الفكاهية .. واستطاع التعبير عن الدعابة والإنسانية ونفاذ البصيرة الدينية العميقة .. كلها ضمن بوتقة هوككو واحدة – شعر البداية – .
بعد موته بحث تلاميذه عن المؤثرات الخاصة وذلك بكتابة قصائد تشبه الألغاز والأحجيات .. وأخريات لا تعدو كونها مجرد لعب فطن بالكلمات من أجل المتعة والإشباع الذاتي .. قاد هذا إلى فقدان الهايكي لمقاييسه الجمالية .
في نهاية القرن الثامن عشر .. لم يرق للشاعر والرسام والموهوب يوسا بوسون ( 1716 – 1784 ) انحدار الجماليات في فن الهايكي .. وعليه حرض على " عودة حركة باشو " رغم أن باسو لم يكن بعمق روحانية باشو .. إلا أنه ملك مخيلة محلقة وثقافة عالية وصوراً مفعمة بالحياة والحيوية .. يصنف باسو عادة كثاني أعظم شاعر هايكي بعد باشو ..
تعاظم عدد شعراء الهايكي بسرعة في بداية القرن التاسع عشر .. كان من أبرزهم الشاعر كوباياشي إسا الذي كتب بأسلوب شخصي مميز في غاية البساطة .. تدور قصائده حول فقره وحبه للحيوانات الصغيرة والحشرات ..
بدأ الإستعمال العام لإسم هايكو مع ماساوكا شيكي (1867 – 1902 ) في نهاية القرن التاسع عشر .. حيث وضع أسس الهايكو كشكل شاعري جديد مستقل .. لقد كرس نفسه لتطوير شعر الهايكو .. وإن احتفظ بعنصرين تقليديين منه: تقسيم القصيدة إلى 17 مقطعاً لفظياً في ثلاث مجموعات 5 ، 7 ، 5 وتضمينها بمواضيع متعلقة بالفصول .. كما أكد على أهمية الواقعية والآنية في الهايكو .. في سنة 1897 .. أصبحت مجلة " هوتوتوجيسو " التي أسسها شيكي أهم مصدر لنشر الهايكو ..
كان تاكاهاما كيوشي ( 1874 – 1959 ) شاعر هايكو وروائياً أيضاً .. عرف بدوره القيادي في عالم الهايكو إبان النصف الأول من القرن العشرين .. واشتهر كمحرر لمجلة " هوتوتوجيسي " التي بدأ العمل فيها سنة 1898 .. ودفاعه الطويل عن تقاليد شكل القصيدة المكونة من 17 مقطعاً .. والمواضيع الخاصة بالفصول ووصف الشاعر شيكي الواقعي ..
يعتبر كيوشي عملاقاً بين شعراء الهايكو المعاصرين .. تتبع قصائد كيوشي التقاليد المرعية الشائعة للهايكو .. مع تركيز أكبر على الشؤون الإنسانية والفكرة المعقدة في القصيدة ..
بحلول عام 1929 .. رسخ كيوشي موقعه كأبرز شخصية هايكو وأصبحت " هوتوتوجيسي " ملجأ العديد من الشعراء من أمثال ميزوهارا شوأوشي .. وياماجوشي سيشي .. في الواقع .. ساعدت المجلة على ترسيخ منزلة كثير من الشعراء والروائيين ..
في أواخر الثلاثينات .. كانت اليابان تعد نفسها للحرب .. لذا طلبت الحكومة من شعراء الهايكو مساندة المجهود الحربي بكتابة القصائد الوطنية .. ووضعت أعمالهم تحت إشراف السلطات الحكومية مما أدى إلى إجهاض تطورها وتوجيهها إلى جهات أخرى . بعد الحرب .. حاول بعض كتاب الهايكو الإبتعاد عن الدعاية السياسية في قصائدهم .. مع ذلك قضى تأسيس جمعية الهايكو الحديثة سنة 1947 أخيراً على تطلعاتهم بقيادة اشيدا هاليكو و سسيتو سانكي ..
فرقت الخلافات المتباينة حول مسألة الحداثة والتقليدية الشعراء .. كما قام ياماجوشي سيشي بنشر مجلة " تينرو" سنة 1948 بهدف جمع شمل شعراء الحداثة ..
منذ الخمسينات والستينات .. يبدو أن الشعراء التقليديين المهتمين بمواضيع الفصول وحركة الشعر الحر قد تفرقوا بين الجماعات الجديدة .. اليوم .. لا تزال التجريبية الفعالة والدائمة مستمرة في العطاء ..
إعداد: ياسمين يوشيمي الهاشمي
الهايكو الياباني
أحد أهم شروط الهايكو الياباني هو أن يضم «كيغو» (باليابانية: 季語) أي كلمة تدل على الموسم. المواسم اليابانية هي: الربيع والصيف والخريف والشتاء.
في الكيغو يتم تقسيم الموسم إلى ثلاثة أجزاء، بداية ومنتصف ونهاية. مثل:
- بداية الربيع
- منتصف الربيع
- نهاية الربيع
الهايكو العربي
كان الهايكو يصل إلى اللغة العربية عن طريق ترجمة نصوص عبر لغات وسيطة كالإنجليزية حتى نهاية التسعينيات، ثم بدأت تظهر ترجمات عن اللغة اليابانية.
رغم أن الكثير من النقاد العرب لا يعترفون بالهايكو العربي كمدرسة شعرية مستقلة، بل فرع من شعر النثر، إلا أن عدد شعراء الهايكو ونواديهم في ازدياد مستمر.
نماذج من شعر الهايكو
1. نماذج من قصائد يوشيرو ناكاياما
مدينة صغيرة كدمية
سبحت في الصحراء
مثل سحابة بيضاء
***
غربت الشمس
لا نجوم في السماء
فوق بحر الخليج
***
لا دلالة
على أننا في الخريف
ليل الصحراء
***
هب نسيم منعش
لوهلة
في الجزيرة الصحراوية
***
جندب
وثب
في بحر الخليج
***
في نهاية الرحلة
غربت الشمس
في بحر الخليج
2. نماذج من شعر الهايكو للشاعر موتسوو باشو ( 1644 – 1694 )
استيقظي .. استيقظي
ستصبحين صديقتي
أيتها الفراشة النائمة .
**
يأكل الأفاعي
قيل لي عن طائر الحجل . رهيبة ٌ
تبدو الآن صرخته .
**
حتى الغراب
المكروه عادةً
جميل في صباحات الثلوج .
**
من قلب زهرة الفاوانيا
تخرج النحلة
بحسرة .
**
على جانب الطريق
أزهرت نبتة
أكلها الحصان .
**
عصفور الدوري !
لا تأكل ذبابة الخيل
التي تلعب فوق الزهور ،
يا صديقي .
**
على غصن ميت
حط غراب
ذات مساء خريفي.
**
بريق :
صرخة مالك الحزين ،
في وميض الظلمة .
**
أول أمطار الشتاء الغزيرة
يبدو كأن القرد يريد أيضاً
معطفاً شتوياً صغيراً .
**
من وقت لآخر ، السحب
تريحنا
من كثرة رؤية القمر .
**
مرضت أثناء رحلة
فتاهت أحلامي
في سهل عار.
**
ما الخطب ؟!
لا أدري
لكن من الخشية والعرفان
دموعي تسيل.
**
اهتز ، أيها اللحد !
صوتي الباكي
ريح الخريف .
**
يالروعة
من لا يظن أن " الحياة زائلة "
حين يرى وميض البرق .
**
الفراشة تعطر
أجنحتها ، بعطر
نبتة.
3. نماذج شعر الهايكو للشاعر يوسا بوسون ( 1716 – 1783 )
الفراشة التي حطت
على جرس المعبد
تنام بسكون.
**
تحت زخات الربيع
يتحادث
معطف القش والمطر .
**
مع نسيم المساء
يأتي الماء ليلطم
أقدام مالك الحزين الرمادية .
**
اليراع المطرود
يختبئ
في أشعة القمر .
**
لا مبال ومضنى
حرقت بخوراً
في أمسية ربيعية .
**
أول صقيع السنة
ناظراً إلى غرنوق مريض
في البعيد.
**
عند حرثي الحقل
الرجل الذي سأل عن الدرب
اختفى .
**
عند حرثي الحقل
السحابة الثابتة دوماً
اختفت.
**
شجرة الصفصاف
نسيت جذورها
في الحشائش اليافعة .
**
أزهار الفاوانيا لا تسمح
للغيوم الماطرة بالدنو منها
بأقل من مائة فرسخ .
**
على وشك التفتح
والزفر بقوس قزح
الفاوانيا !
**
قطفت الفاوانيا
فشعرت بالتعب
ذاك المساء .
**
أمسية خريفية
ثمة متعة أيضاً
في الوحدة .
**
الخفاش
يعيش مختفياً
تحت المظلة المكسورة.
**
قارب مستنقع ٍ
إلى أين .....
هل رحل الربيع ؟
**
مبحرة في الليل
السحر على الشراع ،
أوراق الأشجار اليافعة.
**
صاحب الحقل
يذهب ليسأل الفزاعة عن حالها
ويؤوب .
**
قبعتها سقطت
الفزاعة
تبدو مرتبكة .
4. نماذج من شعر كوباياشي إسا (1763 – 1827 )
أواه ! لا تضربوها
الذبابة التي تفرك يديها
تفرك رجليها .
**
تعالي معي
لنلعب ،
أيتها العصافير اليتيمة.
**
طائرة ورق رائعة
حلقت
من كوخ متسول
**
أراد الطفل أن يمسك
بين أصابعه
قطرات المطر.
**
بأية نظرة حاسدة
العصفور في القفص
يلاحق بعينيه فراشة !
**
مطر الربيع
فتاة صغيرة
تعلم الرقص لقطة .
**
الثلج ، راح يذوب
بعصاي شققت نهراً كبيراً
قرب البوابة الأمامية .
**
عصافير الدوري
تلعب الإستغمائية
بين أزهار الشاي.
**
تنح جانباً .. تنح جانباً
أيها الدوري الصغير
سيادة الحصان آت
**
عصافير الدوري
تبدو كما لو أنها عائدة من رحلة حج
إلى زينكوجي .
**
أم الدوري
حطت على السياج
نادت بصوت ملؤه إلحاح .
**
نثر الأرز أيضاً
خطيئة
الطيور تركل بعضها بعضاً.
**
ما أسعدها ، ما أرقها
إذا ولدت ثانية ، هل يمكن
أن أكون فراشة في حقل
**
عارياً
ممتطياً جواداً عارياً
في المطر المنهمر .
**
إبان قيلولة الظهيرة،
سمعت أغنية زراعي الأرز
فشعرت بالخجل من نفسي.
**
أمسية خريفية
ليس من السهل
أن تولد إنساناً .
**
أمسية خريفية
الشريك الوحيد لشكواي
الحائط.
**
ينشج الطفل
" أعطوني إياه "
البدر المضيء .
**
حمامة تسدي نصيحة
يا بومة !
بدلي تعابيرك ،
في مطر الربيع .
**
ضفدع الطين ! يبدو كما لو أنه
سيتجشأ
سحابة !
**
يبدو كما لو أنها
تمتطي الضباب الرقيق ،
ضفدعة الطين هذه .
**
فزاعة،
هناك واقفة . من الريح
تقي الطفل الرضيع .
**
في كهولتي
حتى أمام الفزاعة
أشعر بالخجل من نفسي .
**
فراشة طائرة :
أشعر
بأني مخلوق من تراب
**
ما على العندليب
إلا أن يفتح منقاراً صغيراً ،
ليغني .
5. كاجامي شيكي ( 1665 – 1731 )
المراكبي
ثقيل السمع ،
كيف يمكن الكلام معه
عن أزهار الخوخ ؟
**
الفراش
أطفال الحجاج ،
ميالون للتباطؤ.
**
كرفيق في هذه الرحلة
أود بكل سرور
فراشة.
**
كنارينا هرب.
يوم الربيع
هل شارف على النهاية ؟
**
براعم الكرز
بللها الغمام
حول جرس المعبد.
**
مترجلاً عن الحصان،
سألت عن اسم النهر
ريح الخريف .
**
أمسية ربيعية
ما الذي يقرؤه
العازب.
**
شاطئ رملي ؛
لم يوقدون ناراً
تحت القمر الصيفي ؟
**
تعالي هنا وانتعشي بالبرودة ،
إخفقي ، إخفقي ،
يا أرواح الموتى .
**
بداية الغسق ؛
فم الضفدعة
يزفر القمر.
**
في هذه الدنيا الزائلة
الفزاعة أيضاً
لها عينان وأنف.
**
قمر المساء
الحلزونة
تتعرى حتى خصرها .
6. تاشيبانا هوكوشي ( متوفي 1718)
مظلات .......
كم مر منها
في هذا المساء المثلج ؟
**
فوق الغمام الأبيض
ثمة صرخات
إنها القبرات.
**
كله حرق .......
من حسن الحظ أن الأزهار
أتمت إزهارها.
**
وسط المستنقع
ترفرف فراشة
في أشعة شمس المغيب.
7. هاتوري رانسيتسو(1654- 1707)
- أواه ! كم تبعث على الأسى
- صرخة زيز الحصاد
- المضروب بطائرة الورق.
**
- رأس السنة
- السماء بلا غيوم
- عصافير الدوري منهمكة في الإشاعات.
**
- المرأة التي لا أبناء لها
- كم هي لطيفة
- مع الدمى.
**
- على مائدة الأرواح
- الندى والدموع
- زيت المصباح.
8. أنوموتو كيكاكو (1661 – 1707 )
- على قبعتي
- الثلج يبدو خفيفاً
- لأنه لي .
**
- المتسول السعيد
- يحمل السماء والأرض
- ليلتحف بهما في الصيف.
**
9. نماذج من شعر بوذا
- سيغمر حتى ركبتيه
- في ثلج الزهور الساقطة .
**
- أكلته القطة
- رفيقة صرار الليل
- ربما تبكيه.
**
- هذا الخريف
- ليس عندي طفل على ركبتي
- لأتأمل القمر .
**
- السماء والأرض
- ملابس المتسول
- الصيفية.
10. نماذج نمن شعر كاهن مانزي ( القرن الثامن )
- بم نشبه
- حياتنا في هذا العالم ؟
- أبقارب مبحر ..؟
- في الصباح الباكر
- لا يترك خلفه أثراً .
11. أورايدا نو هيروميمي ( 1475)
- في الليل حين أكون وحيداً
- تنتابني الكآبة .
- الوقواق
- يمر صارخاً
- كما لو أن له قلباً هو الآخر .
12. نموذج من شعر الأميرة أواتا ( متوفاة 764 )
- سأنتظر القمر
- لأعود إلى البيت
- زهر البرتقال الأحمر
- الذي ينخز شعري
- سيظهر في ضوئه .
13. أريوارا نو ناريهيرا ( 825 – 879 )
- القمر ؟ لم يعد مثلما كان .
- الربيع ؟ لم يعد مثل أشهر الربيع الأخرى.
- أنا وحدي
- لم أتغير .
14. أونو شيساتو ( القرن التاسع )
- أسرع مما نرى
- تنتثر تحت الريح
- أوراق القيقب .
- زائلة تمر
- حياة الإنسان .
15. لو موان سوسي ( القرن التاسع )
- من يعرف
- بيت الريح
- المتهمة بإسقاط الزهور ؟
- ليدلني إليه
- حتى أذهب لتوبيخها
16. كي نو تسورايوكي ( متوفى 945 )
- في أوج الشتاء
- عكس كل ما ينتظر
- في وسط الأشجار
- قد نعتقد أننا نرى الزهور
- من كثرة نزول الثلج .
17. فوجيوارا أوكيكازا ( القرن التاسع )
- لا تتوقف عن الغناء
- يا عندليب .
- في السنة نفسها
- لا يمكن للربيع أن يأتي
- مرتين .
18. اكاجو نو أتسويويكي ( مجهول التاريخ )
يا لأسفي العظيم
لعجزي عن شطر نفسي قطعتين
لكن خفية ،
سيتبعك قلبي
في كل مكان .
19. كاهن فوجيورا نو نوريكان ( متوفى 1165 )
قبل النهار
أيقظني في فراشي
ضجيج .
كان ذلك سياج الخيزران
الذي كسره ثقل الثلوج .
20. أراكيدا موريتيك ( 1473 – 1549 )
عن الغصن ، سقطت
زهرة عائدة ...
كانت فراشة .
21. ياماجوشي سودو ( 1642 -1716 )
تحت القمر الوضاء
أعود إلى بيتي بصحبة
ظلي .
22. كونيشي رايزان ( 1654 - 1716)
الأسماك البيضاء الصغيرة
ألا يمكن القول إنها فعلاً
روح الماء الجارية ؟
23. نيتو جوسو ( 1662 – 1704 )
نقار الخشب
يبحث عن الأشجار الميتة
في الوقت الذي تزهر فيه أشجار الكرز .
24. سوزوكي ميشيهبكو ( 1757 – 1819 )
يا له من فجر جميل
حين ينضم الضباب
إلى الثلج و القمر.
25. راهبة انوموتو سيفو ( 1732 – 1814 )
الفراشة كهلى
لكن روحها فوق الأقحوان
فرحة .
26. نماذج من شعر راهب ريوكان ( 1757 – 1831 )
اللص
اختلس كل ما عندي ، سوى
القمر الذي كان على نافذتي .
27. ميناموتو نوتوكيوا ( 812 – 854 )
يقال :
العندليب ينسج قبعة
بأزهار الخوخ .
سأقطف منها وأزين بها رأسي
لعلها تخفي كهولتي .
28. إسو ( متوفى 1853 )
حتى زوجتي
تتصرف كزائرة
في صباح الربيع هذا .
29. شوها ( متوفى 1771 )
نسمة ربيع هذا الصباح
دكان تبيع طائرات الورق
فتحت أبوابها .
30. تايجي ( 1709 – 1772 )
قطة ضالة
نائمة على السقف
في مطر الربيع .
31. تيشيتسو ( 1609 – 1673 )
- الجليد والماء
- حلا خلافهما
- وعادا صديقين .
- بصرخة واحدة
- ابتلع الطائر
- الحقل الفسيح .
32. أوينتسورا ( 1660 – 1738 )
- في الربيع ، الضفادع تغني
- في الصيف
- تنبح .
- الفراشة
- حتى حين تلاحق
- لا تبدو مسرعة بتاتاً .
33. جيوجو ( متوفى 1830 )
- حلزونة الطين
- تزحف قدمين أو ثلاثة
- وينتهي النهار .
- أن تقطفها خسارة ،
- أن تتركها خسارة ،
- آه ، هذه البنفسجة.
34. جيوداي ( 1732 – 1793 )
- الغسق
- على الفاوانيا البيضاء
- التي تحتضن القمر .
35. كوروكو ( 1655 – 1715 )
- للشمعة
- الفاوانيا
- ثابتة كالموت.
36. جوتشيكو ( 1699 – 1781 )
- الليل الطويل
- خرير الماء
- يبوح بما أفكر .
37. سوئن ( 1604 – 1682 )
- ممتطياً الريح
- ضباب النهر الخفيف
- وعبره مركب .
38. ريوهو ( 1660 – 1705 )
- منحدراً من الجبل
- رافقني ،
- القمر.
- حين فتحت البوابة
- دلف أيضاً معي .
39. شعراء مجهولون
- في سكون المساء
- تطارد طيور الغرنوق فرائسها
- لكن حين يعلو المد
- أمواج البحر كم هي عالية
- وكل تنادي على رفيقتها .
**
- في هذه القرية
- علي أن أقضي الليلة.
- زهور الكرز
- في سقوطها ، ضللتني ،
- وأنستني درب بيتي.
**
- إذا كانت الليالي بدونك
- مثل الثلج المتساقط
- عليه أن يتراكم ،
- كم أود أن أختفي معه
- حين يذوب .
**
- جسدنا غبار
- بلا مقر
- تذروه الرياح
- في أي اتجاه يسير ؟
- يبدو أنه لا يعرف .
**
- زهرة كاميليا ؛
- سقطت في عتمة
- بئر قديم .
**
- بائع المراوح
- يحمل حمولة من الريح ،
- آه ، من القيظ !
**
- البطيخ
- الذي بسببه زجرته السنة الماضية
- أقدمه الآن حسنة على روحه
**
- الجدول يخفي نفسه
- تحت أعشاب
- الخريف الراحل .
**
- إذا مت من الحب ،
- إبك على قبري ،
- أيها الوقواق .
**
- العقل ،
- ماذا سندعوه ؟
- إنه صوت النسيم
- يهب من خلل الصنوبر
- في رسم حبر أسود.
**
- حتى أمام جلالة الملك
- لا ترفع الفزاعة
- قبعتها المطوية .
**
- تحت قمر الشتاء
- ريح النهر
- تسن الصخور.
المصدر:
شعر هايكو :
شعر ياباني / ترجمة صلاح صلاح
تقديم : ياسمين يوشيمي الهاشمي – أبو ظبي
المراجع:
- Anthologie de la poesie classique japonaise
- Haiku – vol.1. Eastern Culture / vol.2. Spring / vol.3. Summer- autumn/vol.4. Winter
- Haiku