قصة الرجل الصالح وإبن عمه، هي قصة قصيرة معبرة جميلة عن أخلاق الإسلام، تبرز لنا بوضوح ما وصّانا به الدين الاسلامي الحنيف من حسن المعاملة وعدم رد الإساءة بالإساءة.
واليك في ما يلي قصة الرجل الصالح وابن عمه والحكمة منها، ونرجوا أن تنال هذه اقصة القصيرة إعجابك، وأن تستفيد منها في نفس للوقت، قراءة ممتعة:
قصة الرجل الصالح وإبن عمه
قصة الرجل الصالح وإبن عمه والحكمة منها |
كان هناك رجل صالح أقام سقاية للناس كي يشرب منها المارة وعابري السبيل، وجعلها وقفاً لله رب العالمين وصدقة جارية، وفي اليوم التالي تفاجأ الناس بأن سقايتهم قد لوثها أحد ما بالقاذورات والأوساخ.
فأخبروا الرجل الصالح بهذا الفعل المشين ، فقال لهم الرجل: لا بأس أعيدوا ترتيبها وبناءها.
فلما فعلوا ذلك فوجيء الناس في اليوم التالي، أن سقايتهم قد تلوثت مجدداً، وأخذوا يصرخون: من هذا الذي يلوث صدقة جارية للناس ؟.
وذهبوا للرجل الصالح ويشتكون له من جديد، فقال الرجل الصالح للعمال أعيدوا ترتيبها، واختبئوا في الليل وانظروا لي من هذا الشخص، واكتموا أمره ولا تكلموه وأعطوني الخبر.
وفي اليوم التالي جاء العمال إليه على استحياء وإحباط فقالوا له: لقد رأينا شيئا عجبا يا سيدي؟
فقال لهم: من يكون الفاعل؟
فقالوا له: إن الفاعل هو ابن عمك بلحمه وشحمه!!!
فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله، خلاص اسكتوا واكتموا أمره، ولا تحدثوا أحدا عن فعله.
ثم قال لهم وللمرة الثالثة: أعيدوا ترتيب السقاية وبنائها.
ولما جن الليل ذهب يطرق بيت ابن عمه، وأخذ معه كيس من القمح وجرة من السمن واخرة من العسل وأخذ ثيابا جديدة وكيسا من النقود، ثم قرع باب بيته، فقال إبن عمه: من بالباب؟
فقال الرجل الصالح: أنا إبن عمك.
ولما فتح الباب وجد أن الطارق ابن عمه فقال له: ماذا تريد؟
فقال له الرجل الصالح : جئتك يا ابن عمي معتذرا لك، فأنا مقصر في حقك، فلم أزورك منذ فترة طويلة، ولم أسأل عنك، أرجو أن تسامحني، فنحن بيننا صلة رحم .
وأخذ يلاطفه، ولم يذكر له قصة تلويثه للسقاية، بل إنه أكرمه وأعطاه ما معه من الأكياس مع النقود والطيب وانصرف من عنده.
ثم اجتمع بعماله وأمرهم أن ينظروا الليلة في أمر السقاية، فلما انتصف الليل أتى ابن عمه مجددا، ولكن هذه المرة ليس ملوثا للسقاية، بل منظفا إياها وما حولها.
فانبهر العمال من التحول العجيب الذي حصل لابن عمه إذ تحول في لحظة من عدو لدود إلى صديق حميم !!
الحكمة من القصة:
إننا إذا أردنا التخلص من المشاكل التي تواجهنا مع الآخرين، علينا أن نحسن لمن أساء إلينا، وأن لا نواجه الإساءة بالإساءة، قال الله تعالى : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
" اعْفُ عمَّنْ ظَلَمَكَ ، وصِلْ مَنْ قَطَعَكَ ، وأحسنْ إلى مَنْ أساءَ إليكَ ، وقُلْ الحقَّ ولَوْ على نفسِكَ "
حتى تتصافى قلوبنا فلنمض يداً بيد لعمران بيوتنا وبلادنا وسائر الأمة الإسلامية، فبالأخلاق والقيم تنتصر الأمم.