أول من استخدم التاريخ الهجري


- 08:17
من هو من أول من استخدم التاريخ الهجري يا ترى؟ .. يقول ابن كثير: قال الواقدي : وفي ربيع الأول من هذه السنة - أعني سنة عشرة أو سبع عشرة أو ثمان عشرة - كتب عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) التاريخ وهو أول من كتبه. قلت : قد ذكرنا سببه في سيرة عمر ... الخ.

وأشار علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) وآخرون أن يؤرخ من هجرته إلى المدينة لظهوره لكل أحد فإنه أظهر من المولد والمبعث فاستحسن عمر ذلك والصحابة، فامر عمر : أن يؤرخ من هجرة الرسول (صلى الله عليه وسلم).

من هو  أول من استخدم التاريخ الهجري؟


التقويم الهجري



روي عن سعيد بن المسيب : انه قال: جمع عمر الناس فسألهم : من أي يوم يكتب التاريخ؟ فقال علي بن أبي طالب : من يوم هاجر رسول الله (ص) وترك أرض الشرك، ففعله عمر رضي الله عنه قال الحاكم : هذا صحيح الإسناد)) كتاب (البداية والنهاية) ج 7.

ونقل الأصمعي قوله : (( إنما أرخوا من ربيع الأول شهر الهجرة )) (الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ)
جاء فيما كتبه الامام علي عليه السلام على عهد أهل نجران العبارة التالية : ((وكتب عبد الله بن أبي رافع لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين منذ ولج رسول الله (ص) المدينة)) كتاب (الخراج) لأبي يوسف ، وكتاب (جمهرة رسائل العرب؟) ج 1.

ويؤكد إسماعيل بن عباد المعروف بـ (الصاحب) ان التدوين بالسنة الهجرية كان موجود قبل أيام الخليفة الثاني ، وان السنة كانت تبدأ من شهر ربيع الأول ، وذلك بقوله : ((وما حدث في زمن عمر هو فقط : جعل مبدا السنة شهر محرم بدلا من ربيع الأول )) كتاب (عنوان المعارف وذكر الخلائف) .

الامام علي عليه السلام لم يشر بـ محرم بداية للسنة الهجرية


لا يمكن القبول بقول ان الامام علي عليه السلام هو من أشار بان تكون بداية السنة الهجرية من شهر محرم الحرام وذلك لأسباب ، نذكر منها :

1- ما تقدم من كلام ابن كثير أن الامام علي عليه السلام هو من أشار أن يبدؤوا التاريخ من يوم هاجر النبي صلى الله عليه واله وسلم و ترك أرض الشرك ، وكما اشرنا في البداية ان هذا الامر معروف ولا يختلف عليه احد .

2- الكتب العديدة التي كتبها الإمام علي عليه السلام بخط يده للرسول صلى الله عليه واله وسلم وتم فيها التأريخ ومنها. والتي منها كتاب النبي صلى الله عليه واله بخطه عليه السلام الى اهل نجران.

 فقد نقل السيوطي عن مجموعة بخط ابن القماح ذكر فيها : ((أن ابن الصلاح قال : ذكر أبو طاهر ، محقد بن محمش الزيادي في تاريخ الشروط : أن رسول الله (ص) أرخ بالهجرة حين كتب الكتاب لنصارى نجران وأمر عليا أن يكتب فيه : انه كتب لخمس من الهجرة . قال : فالمؤرخ بهذا إذن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وعمر تبعه في ذلك )) كتاب (الشماريخ في علم التاريخ) للسيوطي .

هذا ينفي نفيا قطعيا الإمام علي بن أبي طالب قد أشار بترك ربيع الأول بل كان من المصرين عليه فضلا عن انتفاء ابتداء التأريخ لعمر بن الخطاب لما ذكر من كتاب الامام علي لأهل نجران .

النبي محمد (ص) هو أول من أرخ بالسنة الهجرية.


يوجد الكثير من الأدلة القطعية في أن محمد صلى الله عليه وسلم كان اول من بدأ التأريخ الهجري وليس عمر بن الخطاب وهي :

1- ذكر ابن حجر في فتح الباري: (( روى الزهري : من أن رسول الله (ص) لما قدم المدينة مهاجرا أمر بالتاريخ ، فكتب في ربيع الأول )) كتاب (فتح الباري) ج 7

2- ما رواه الحاكم وصححه عن عبد الله بن عباس ، انه قال :((كان التاريخ في السنة التي قدم فيها رسول الله (ص) المدينة وفيها ولد عبد الله بن الزبير)) كتاب (مستدرك الحاكم) ج 3 وصححه الحاكم على شرط مسلم .

3- قال السخاوي : (( واما أول من أرخ التاريخ ، فاختلف فيه ، فروى ابن عساكر في تاريخ دمشق عن أنس ، قال : كان التاريخ من مقدم رسول الله (ص) المدينة. وكذا قال الأصمعي : إنما أرخوا من ربيع الأول شهر الهجرة )) كتاب (الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ )

4- جزم إسحاق والكلبي بانه لما خرج الرسول صلى الله عليه واله وسلم من مكة كان في اليوم الأول من ربيع الأول وهو أول أيام هجرته وهو ما أشار به الامام علي في الرواية سابقا أن يكون المبتدأ في التأريخ يوم ترك الرسول (ص) أرض الشرك أو منذ ان هاجر ، أي أن الهجرة كانت في ربيع الأول .

5- نقل السيوطي عن مجموعة بخط ابن القماح ذكر فيها: ((أن ابن الصلاح قال : ذكر أبو طاهر ، محقد بن محمش الزيادي في تاريخ الشروط : أن رسول الله (ص) أرخ بالهجرة حين كتب الكتاب لنصارى نجران وأمر عليا أن يكتب فيه : انه كتب لخمس من الهجرة . قال : فالمؤرخ بهذا إذن رسول الله (ص) وعمر تبعه في ذلك )) كتاب (الشماريخ في علم التاريخ) للسيوطي .

فإذا أضفنا ما تقدم عن مالك والاصمعي وما رواه الزهري واستظهرناه من الامام علي : من أن أول السنة الإسلامية كان ربيع الأول ، فأننا سوف نطمئن إلى ان التدوين بالتاريخ الهجري كان قد وضع قبل زمان الخليفة الثاني الذي جعل أول السنة محرم بدلا من ربيع الأول ( حسب ما ذكر الصاحب بن عباد) وهذا التغيير لا يعني انه أول من وضع التدوين به .

فالصحابة كانوا يعدون الأشهر من هجرته صلى الله عليه الذي هو شهر ربيع الأول . فقد قيل ما سنده عن ابن عباس في تحويل القبلة: (( إنما صرفت القبلة في النصف من شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من الهجرة)) البداية والنهاية ج3 فإذا طرحنا ثمانية عشر شهرا من شعبان في السنة الثانية للهجرة نصل إلى ربيع الأول بداية السنة الهجرية .

كل هذه الأدلة الواضحة والصريحة كافية لتثبت بان التدوين والتأريخ بالسنة الهجرية هو محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.

المصادر


1- الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ - لشمس الدين السخاوي.
2- عنوان المعارف وذكر الخلائف - للصاحب بن عباد.
3- البداية والنهاية - لابن كثير.
4- فتح الباري شرح صحيح البخاري -لابن حجر العسقلاني.
5- مستدرك الحاكم.
6- الشماريخ في علم التاريخ - للسيوطي.
7- الخراج -لابي يوسف.
8- جمهرة رسائل العرب - احمد صفوت.