شروط نيل السعادة في القران


- 14:49
لا يخفى على اي مسلم مدى حرص القرآن الكريم على توجيه المسلم الى الطريق السوي  للحياة السعيدة  في الدنيا والفوز بالاخرة ، ورد في سورة النحل: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (سورة النحل الاية:97) البعض يستخدم هذه الآية كدليل على أن الإيمان شرط لنيل السعادة حتماً.

 لكن بداية، الإيمان غير كافي هنا، وإنما اقترن بالعمل الصالح في الاية… والعمل الصالح في الإسلام متعدد ويشمل نواحٍ كثيرة… والإسلام يحض على العدل و التوازن  بين الحاجات الإنسانية، والكف عن الظلم،  والرفق وحسن المعاملة .. لأن الدين المعالمة كما قال النبي محمد (ص).

ما هي شروط نيل السعادة السعادة في القران 


بالتالي استناداً على هذا الفهم المذكور بالمقدمة ، لا أرى الآية تتعارض اطلاقاً مع فكرة أن الإيمان لوحده لا يؤدي إلى السعادة…بل  يحتاج إلى العمل الصالح أيضاً الذي حدده الإسلام وهو كل ما فيه خير للأنسان في الدنيا والاخرة.


ثانياً، إن هذا المعنى مبني على افتراض أن حياة طيبة هنا تعني حياة سعيدة…  وعلى افتراض أن هذه الحياة الطيبة هي في الدنيا وليس الآخرة… وعلى افتراض أن هذا القانون مطلق، ليس له شواذ كمعظم القوانين… بالرجوع إلى التفاسير… هناك قول أن هذه الحياة الطيبة تعني الحياة السعيدة، ولكن هناك أقوال كثيرة أخرى…  منها الرزق الحسن، القناعة، الحياة المتصلة بالله، الحياة المليئة بالطاعة، حلاوة الطاعة، الانشراح للعبادة، الحياة المنتجة المثمرة (طَابَتِ الأَرْضُ : أَخْصَبَتْ)… ومنها أن هذه الحياة الطيبة هي الحياة السعيدة في الدنيا والآخرة.

أسباب انعدام السعادة في حياة الانسان حسب القرآن

بالنسبة للآية الثانية: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124) سورة طه.
وهي الآية التي تستخدم للدلالة أنه لا سعادة للانسان من دون إيمان صادق وطاعة للخالق.

 (ولا تعني الاية  العبادة  فقط حسب قول بعض الشيوخ)، لأن هذا التفسير يشكل حسب بعض المعاصرين "مشكلة بين النظرية، وبين الواقع المعاش"… حيث نرى الكثير من غير المسلمين الذين يصفون حياتهم بالسعيدة رغم عدم اعتناقهم للاسلام.

بالرجوع إلى التفاسير أيضاً…  ذكري هنا تعني الايمان والتقوى والعمل الصالح غالباً…

و المعيشة الضنك هنا يمكن أن تعني الحياة ضيقة مع مشقة في الحياة، ولكن هناك أقول أخرى: منها أنها  تعني عذاب القبر (رأي عدة من الصحابة)، أو عدم الاطمئنان، والحيرة والشك، والحياة في النار، والكسب الخبيث، وعدم القناعة، وذهاب الخير من الرزق، والعمل السيء  وأظن أنه من الأولى أن نأخذ بالمعاني الأخرى، عندما نرى تعارض المعنى الأول مع ما نراه حولنا، والله سبحانه وتعالى أعلم.