قصة المخترع الياباني تاكيو أوساهيرا الذي ساهم في نهضة اليابان


- 13:57
قصة نجاح الياباني تاكيو أوساهيرا الذي ساهم في نهضة اليابان


إليك في ما يلي قصة نجاح المخترع الياباني تاكيو أوساهيرا في صنع أول محرك ياباني، وهو الذي ساهم بقوة في نهضة اليابان، وهي  قصة حقيقية، حدثت فعلا، والذي لقب بالساموراي الأعظم. إنه المخترع الياباني تاكيو أوساهيرا ( سبب نهضة اليابان) والذي نقل اليابان من الصفر الى القمة.

قصة نجاح المخترع الياباني تاكيو أوساهيرا

إنها قصة عجيبة لهذا الرجل ياباني العظيم الذي يُدعى تاكيو أوساهيرا (Takeo Osahira)، والذي كان يتساءل دائما عن سر تقدم الغرب عن الشرق ، الى ان وجد اجابه بسيطة وهي المحرك و الميكانيكا فيقول:
"إذا عرفت كيف تصنعه، وضعت يدك على سر هذه الصناعة كلها"

فخرج من اليابان إلى ألمانيا في بعثة؛ ليدرس علم الميكانيكا والمحركات، وينال درجة الدكتوراه، وهو يريد أن ينقل لبلده من علوم ألمانيا، وأن ينهض بأمته، لكنه فُوجئ ان الغرب لا يدرس الأجانب الا نظريات على ورق فيقول: 

(ذهبت إلى ألمانيا فإذا بهم يدرسونني الكتب والنظريات، ولكني أريد أن أمتلك القدرة على تصنيع المحركات، وأن أعرف كيف أتعامل معها، فمكثت في حيرة أنظر إلى المحركات، وكأنني طفل أمام لعبة جميلة، ولكنها شديدة التعقيد، حتى سمعت عن معرض للمحركات الإيطالية، فأخذت كل ما أملكه من المال، وذهبت إلى ذلك المعرض، واشتريت محركاً مستعملاً، وذهبت به إلى بيتي، ثم شرعت في تفكيكه، وقلت إذا فككته قطعة قطعة، ثم استطعت إعادته؛ فإن ذلك يعني أني سوف أمتلك المعرفة اللازمة للتعامل مع هذه المحركات).

ثم يكمل قائلاً: 
(وكنت أفتح المحركات وأفككها، ثم أرسم كل قطعة رسماً دقيقاً، وقد يستغرق ذلك مني يوماً كاملاً من أوله إلى آخره، كنت آكل في اليوم وجبة واحدة، ولا أصيب من النوم إلا ما يمكنني من مواصلة العمل.، ثم أعدت تركيبه، فلما أعدته وبدأت تشغيله بنجاح، فرحت حتى كاد قلبي أن يقف من الفرح، ثم أخبرت رئيس بعثتي بأني قد بدأت الطريق، فأعطاني محركاً عاطلاً فأصلحته بنجاح، وقال لي: "لا بد الآن أن تصنع لنا محركاً كاملاً من صنع يدك")

بعد ذلك قال رئيس البعثة: عليك الآن أن تصنع القطع بنفسك، ثم تركبها محركاً ولكي أستطيع أن أفعل ذلك، التحقت بمصانع صهر الحديد، وصهر النحاس، والألمنيوم، وذلك بدلاً من أن أعد رسالة دكتوراه كما أراد مني أساتذتي الألمان.

وتحولت إلى عامل ألبس بدلة زرقاء، وأقف صاغراً إلى جانب عامل صهر المعادن الغربي ، وكنت أطيع أوامره وكأنه سيد عظيم، حتى كنت أخدمه وقت الأكل مع أنني من أسرة ساموراي، والأسرة السامورائية هي من أشرف وأعرق الأسر في اليابان.

ولكنني كنت أخدم اليابان، وفي سبيل اليابان يهون كل شيء، وقضيت في هذه الدراسات والتدريبات ثماني سنوات، كنت أعمل خلالها ما بين عشر وخمس عشرة ساعة في اليوم وبعد انتهاء يوم العمل كنت آخذ نوبة حراسة، وخلال الليل كنت أراجع قواعد كل صناعة على الطبيعة.

ويكمل قصته قائلاً: (ثم سمع بي (ميكادو) إمبراطور اليابان، ورغب في رؤيتي، فقلت في نفسي: "لن أستحق مقابلته إلا بعد أن أنشئ مصنع كاملاً للمحركات".

واستغرق ذلك منّي تسع سنوات، وبعد تسع سنوات كاملة، أخذت عشر محركات، وذهبت بها إلى الإمبراطور، وقلت له هذه محركات يابانية مئة بالمئة فأدرناها فاشتغلت وابتسم الإمبراطور ميكادو وقال: 
"هذه أعذب معزوفة سمعتها في حياتي، صوت المحركات اليابانية الخالصة"

 وهكذا ملكنا سر النهضة، وهو سر قوة الغرب نقلناه إلى اليابان، نقلنا قوة أوروبا إلى اليابان، ونقلنا اليابان إلى الغرب.

من هو تاكيو أوساهيرا؟

ولد تاكيو أوساهيرا في اليابان أي أنه يحمل الجنسية اليابانية، وعندما كان طالبا شابا أرسله الإمبراطور عام 1860 إلى دولة ألمانيا من أجل دراسة تخصص المحركات بسبب الذكاء العلمي الذي كان يتمتع به بقية أقرانهم. وبالفعل نجح في تعلم كيفية صناعة المحركات والعمل على إصلاح أي خلل فيها وكيفية البدء في تصنيعها.

فانظر إلى ثقة هذا الشاب بذاته، تلك الثقة التي دفعته أن ينقل هذه التكنولوجيا المتقدمة، بل ويطورها من أجل إفادة بلده وأمته، إنها الطاقة المحركة التي لا تهدأ، إنها الثقة بالنفس.