الفرق بين الإعجاب والحب والتعلق والاحتياج العاطفي

الفرق بين الإعجاب والحب

الإعجاب والحب هما من أكثر المشاعر أو العواطف شيوعًا التي يمر بها الناس حول العالم. ومع ذلك، فإن الإعجاب بشخص ما وحب شخص ما هما شيئين مختلفين تمامًا.

الإعجاب يعني أنك تجد شيئًا مقبولًا أو مرضيًا، بينما الحب هو شعور قوي بالعاطفة. أنت تشعر بعواطف قوية تجاه الشخص الذي تحبه، لكن هذا لا يعني أنك تشعر بنفس العواطف تجاه الأشخاص الذين يعجبونك. دعونا أولاً ننظر إلى هذين الشعورين بشكل منفصل ثم ننتقل إلى مناقشة الفرق بين الإعجاب والحب والتعلق والاحتياج والفراغ العاطفي.

إليك في ما يلي شرح الفرق بين الحب والإعجاب والاحتياج والتعلق والفراغ العاطفي بالتفصيل:

الفرق بين الإعجاب والحب والتعلق

الإعجاب: الميل والانجذاب إلى شخص ما وتصبح تفكر فيه أحيانا وتنظر إليه نظرات الإعجاب. بالرغم من ذلك، قد ينطفئ هذا الانجذاب والإعجاب في أي لحظة بدون سابق إنذار. وفي الغالب يكون الإعجاب من طرف واحد، لأن الإعجاب يكون سطحي في الغالب ولا يرتقي إلى مكانة الحب الحقيقي ما لم يغوص ويستقر في القلب ويبادلك الاخر نفس المشاعر.

الحب: حالة وجدانية تأخذ الشخص إلى عالم آخر مليء بالمشاعر والأحاسيس الرائعة التي تسعد النفس. في الحب تشعر كأنك أسعد شخص في العالم عندما تكون بقرب حبيبك. ابتعاده يؤلمك واقترابه يسعدك. نعم، فالحب الحقيقي هو انسجام الروحان والقلبان معا. فالحب وفاء وصدق وإخلاص وثقة وتفاهم وتضحية وشعور الاثنان ببعضهم حتى وأن غاب أحدهم عن الاخر. إقرأ المزيد: علامات الحب الحقيقي عند الرجل.

التعلق: هو مرادف للتعود والاعتياد على شخص ما، ولا يعني ذلك أبدا أنك معجب به أو تحبه. فالتعلق نتيجة ردة فعل طبيعية لشخص اهتم بك أو تعاطف معك في مواقف كثيرة. أو بالأحرى كان حنونا لدرجة تعلقك به عاطفيا. فالتعلق بمكانة بالإعجاب.

الحب الحقيقي

أما الحب الحقيقي فهو مجموعة من المشاعر ممزوجة بين الواقع والخيال. فالحب أن لا تسمع لأحد ولا ترى في حبيبك أية عيوب بالرغم من العلم بها، مرآة الحب الحقيقي لا ترى الحبيب إلا بصورة كاملة. فيتسع صدرك لاستيعابه وتفهمه والصبر عليه ودائما تحب أن تراه سعيد وتسعى لإسعاده بشتى الطرق.

عندما تكون في حالة حب مع شخص ما، ستبدأ في تطوير تعاطف قوي معه. الدافع القوي للتواصل مع هذا الشخص يجلب جوانب جديدة لعلاقتك، مثل العلاقة الحميمة العاطفية أو الجسدية، والعاطفة، والرغبة في معرفة كل شيء عنه. ومن أهم علامات الحب الحقيقي:

الشخص الذي يحبك فعلا، يتحملك كما أنت.
من يحبك يتحمل عنادك وأسلوبك وغضبك.
يحن عليك رغم قسوتك عليه.
دائما يعاود النظر إليك ليخبرك أنه سيكون معك حتى النهاية يشعرك بالأمان.
فأنت وطنه وملجأه وأرضه وسماه .. انت الكون والوجود بالسبة له.
انت نبض قلبه وحروف اسمك هي أنفاسه التي يعيش بها.

ما هو الإعجاب في علم النفس؟

بحسب التعريف الذي اقترحه الباحثان في علم النفس جوناثان هايدت وسارة ألجاي فإنَّ الإعجاب في علم النفس، هو واحدٌ من بين مشاعر عديدة ذات امتداد وتأثير واسع في البشر، ويصفانها بأنَّها العاطفة التي نشعر بها تجاه التفوُّق الناتج عن مهارات أو تصرُّفات ممتازة «إعجاب تجاه تفوُّق غير أخلاقي»، أو تجاه أعمال الفضيلة «إعجاب تجاه تفوُّق أخلاقي».

في حين أنَّ كُتَّاباً آخرين لا يمُيِّزون بين أنواع الإعجاب المختلفة، من جهته يصفُ ريتشارد سميث الإعجاب بأنَّه عاطفة استيعابيَّة مُركَّزة على الآخرين، ممَّا يدفع الناس إلى التطلُّع لأن يكونوا مثل أولئك الذين يُعجبون بهم، ويقارن بين عاطفتين متناقضتين هما الإعجاب والحسد، فالحسد يقودنا إلى الشعور بالإحباط بسبب كفاءة الآخرين، أمَّا الإعجاب فيُحفِّزنا لأن نكون مثلهم.

الاحتياج العاطفي:

الاحتياج العاطفي لا يعني أنك تحب ذلك الشخص أو معجب به أو حتى متعلق به، الاحتياج العاطفي ينتج من الحرمان ومن الحاجة لوجود ذلك الشخص يقوم بمهام تمس العاطفة ولكنها لا ترتقي للحب مثل الاهتمام بك. أما الحب فمشاعره أقوى وأكثر توهجا من الاعجاب والتعلق والاحتياج العاطفي.

الفراغ العاطفي:

الفراغ العاطفي يجعلك تظن أن الشخص الآخر يحبك، وإنما بالحقيقة هو فقط يستغلك كي يشعر بالثقة وأنه محبوب ومرغوب فيه، ومجرد أن يلتقي بشخص اخر فإنه سوف يتركك. وهذا يسمى استغلال عاطفي ومعنوي ومن علاماته أن الشخص المستغل:

- يذكرك دائما بأنه قد تحملك.
- يريد منك طوال الوقت الاهتمام به.
- ليس في عقله أية فكرة عما تريد أنت منه.

الخلاصة:

الفرق الرئيسي بين الإعجاب والحب هو أن الإعجاب بشيء ما يعني أنك تجد شيئًا مقبولًا أو مرضيًا، بينما أن تحب شخصًا ما يعني أنك تشعر بانجذاب عميق أو حب عاطفي قوي لا إرادي . إن حب شخص ما يعني أنه يعني كل شيء بالنسبة لك، في حين أن الإعجاب بشخص ما يعني أنك ببساطة سعيد بوجود هذا الشخص. الحب ينطوي على مشاعر أعمق وأقوى، في حين أن الإعجاب هو شعور عابر يمكن أن يزول في أي لحظة.