أسباب الموت المفاجئ أثناء ممارسة الرياضة


- 15:02
قبل عرض أسباب الموت المفاجئ أثناء ممارسة الرياضة، لا بُد من الإشارة إلى أنه من المعلوم أن ممارسة الرياضة بشكل دوري، هو سلوك ذو أهمية عظمى في حياتنا اليومية لتقوية قلوبنا، وتنشيط الدورة الدموية، فهي تساهم في امتلاك صحة جيدة وحياة سليمة للإنسان.

ولكن في المقابل قد يتعرض الأطفال والشباب والشيوخ الممارسين للرياضة، من الذكور والاناث، إلى مضاعفات خلال ممارسة الرياضة قد تودي بحياتهم، أو ما يسمى الموت المفاجئ. وذلك بسبب تجنب الفحوصات الدورية اللازمة عند الأطباء.

 وأكثر ما يعزى إليها حالات الوفاة  المفاجئة اثناء الرياضة، خصوصا الرياضات العنيفة، هي الوراثة، وتضخم عضلة القلب، ومشاكل صحية أخرى،  فهي تلعب الدور الأكبر في حصول الموت المفاجئ  أثناء ممارسة الرياضة.

أسباب الموت المفاجئ عند الشباب اثناء الرياضة

الموت المفاجئ اثناء الرياضة
خطر الموت المفاجئ اثناء الرياضة يزيد اكثر لدى المصابين بأمراض القلب

أسباب الموت المفاجئ اثناء ممارسة الرياضة عديدة. لكن أهمها هي : 
  1. تضخم عضلة القلب.
  2. أمراض القلب والشرايين.
  3. مرض الشريان التاجي
  4. الإرهاق الشديد وجفاف الجسم. 

وتعتبر هذه الأسباب الأكثر شيوعا لجل حالات الموت المفاجئ خلال ممارسة الرياضة. وقد شاهد الناس خلال هذا الأسبوع فقط مشهدًا مصورًا متداولًا تبين فيه وفاة أحد الشباب الأصحاء الرياضيين داخل إحدى الصالات الرياضية ( الجيم) فجأة بسبب تضخم في عضلة القلب.

لم تكن هذه هي الحالة الأولى، فقد مات الكثير من الرياضيين خلال ممارسة الرياضة، وكذلك الكثير من الأشخاص العاديين أيضا، مثل الفنان المصري الشاب هيثم أحمد زكي، الذي توفي فور عودته من إحدى الصالات الرياضية بسبب مشاكل في القلب. وفي ما لي شرح مفصل لهذه الأسباب الأساسية: 

1. تضخم عضلة القلب

والسبب الأكبر لهذه الحالات هو أن بعض الأشخاص يعانون تضخم عضلة القلب، أو تضخم الحاجز العضلي الذي يفصل بين البطين الأيمن والأيسر للقلب.

يؤدي هذا التضخم في عضلة القلب إلى خفض المساحة الداخلية للبطين، مما يؤدي إلى نقص سعة البطين من الدم.

ينتقل الدم عادة من البطين الأيمن إلى الأيسر الذي ينقل الدم المحمل بالأكسجين إلى جميع أجزاء الجسم، لكن عند هؤلاء الذين يعانون التضخم، تكون كمية الدم الموزعة على جميع الجسم أقل من احتياج الجسم.


ويؤدي نقص الأكسجين في الجسم إلى الحالات التالية:

  • لا يشعر المريض عادة بأي أعراض نقص الاكسجين في وقت الراحة؛ إذ تكون كمية الدم الخارجة من القلب مناسبة لوضع الراحة وعدم بذل المجهود.
  • لكن عند القيام بأي مجهود بدني عنيف، يحتاج الجسم والعضلات إلى مزيد من الدم المحمل بالأكسجين، ولا يمكن الحصول على هذه الكمية المناسبة نظرًا لانخفاض سعة البطين نتيجة تضخمه.
  • تلعب الوراثة  دورا هاما في هذا المرض، فبعضنا قد يكون لديه أحد الأقارب الذين توفون بهذه الطريقة، لذا يجب إجراء الفحوص الطبية والتأكد من سلامة القلب قبل ممارسة التمارين الرياضية.
سيكون الموت المفاجئ للرياضيين دائمًا موضوعًا مقلقا، لأنه يشير إلى أن الرياضة قد لا تمنع تطور أمراض القلب وقد تزيد في الواقع من احتمال وفاة الرياضي فجأة أثناء التمرين. 

الرياضيون الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا والذين يموتون فجأة أثناء ممارسة الرياضة هم  في أكثر الحالات  من المصابين باعتلال عضلة القلب الضخامي. ومع ذلك ، فإن بعض الرياضيين الشباب الذين يموتون فجأة أثناء ممارسة الرياضة من المحتمل أن يكونوا مصابين بمرض الشريان التاجي الحاد نتيجة فرط كوليسترول الدم العائلي (ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم الموروث).

2. مرض الشريان التاجي

في حين أن عددًا كبيرًا من أمراض القلب قد ارتبط بالموت المفاجئ أثناء التمرين ، فإن السبب الأكثر شيوعًا للوفاة في المجتمعات الغربية هو مرض الشريان التاجي. مرض الشريان التاجي هو السبب الرئيسي للوفاة لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 40 عامًا أو أكثر.

الأشخاص الذين يموتون فجأة أثناء ممارسة الرياضة يعانون من مرض قلبي متقدم غالبًا ما يكونون غير مدركين له. أكثر أشكال أمراض القلب شيوعًا المرتبطة بالموت المفاجئ أثناء التمرين هي مرض الشريان التاجي، واعتلال عضلة القلب الضخامي ( Hypertrophic Cardiomyopathy)‏ .

 تشمل حالات القلب الأقل شيوعًا المرتبطة بالموت المفاجئ للرياضيين المنشأ غير الطبيعي للشرايين التاجية ، وتمزق الأبهر المرتبط بمتلازمة مارفان ، والتهاب عضلة القلب ، وتدلي الصمام التاجي ، وعدم انتظام ضربات القلب.  ويعتبر قلة النشاط البدني المعتاد الآن عامل الخطر الرئيسي الرابع لمرض القلب التاجي. 

معدل حدوث هذه الأمراض القلبية في الأشخاص الرياضيين منخفض للغاية ، ربما بترتيب 1 لكل 10000 إلى 1 لكل 200000 رياضي. قد يكون اكتشاف بعض هذه الحالات لدى الرياضيين الذين لا يعانون من أعراض أمرًا صعبًا ، إن لم يكن مستحيلًا.

 يقلل التمرين المنتظم من المخاطر الإجمالية للوفاة المفاجئة لدى الأشخاص المصابين بمرض الشريان التاجي الكامن ، ومع ذلك يزيد بشكل حاد من خطر الموت المفاجئ أثناء ممارسة الرياضة لمن يعانون من أمراض القلب التي تؤدي إلى الموت المفاجئ. 

من الناحية العملية ، يجب فقط على الرياضيين الذين يعانون من أعراض أو علامات سريرية أو عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب التاجية أو غيرها من أشكال أمراض القلب الخضوع لاختبارات التمارين الروتينية القصوى عند بدئهم في برنامج تدريبي للتمارين الرياضية. ومع ذلك ، بمجرد ظهور الأعراض التي توحي بأمراض القلب لدى الرياضيين ، فإن الاختبارات القلبية التفصيلية إلزامية.

3. الإرهاق الشديد وجفاف الجسم

كما يمكن ان يكون الإرهاق الشديد وجفاف الجسم احد أسباب الموت المفاجئ اثناء ممارسة الرياضة. حيث أنه من الواضح أنه ، في بعض الأحيان ، يموت فجأة رياضيون مدربون وأصحاء على ما يبدو أثناء التمرين بسبب الإرهاق الشديد دون ان تكون لديهم مشاكل في القلب. 

والمثال الواقعي لهذه المأساة هو قصة رياضي أمريكي يبلغ من العمر 57 عامًا انهار وتوفي في غضون دقيقة واحدة بعد أن سجل رقماً قياسياً إقليمياً لمسافة 3000 متر في الداخل. لم يسبق للرياضي الإبلاغ عن أعراض قلبية ولم يكشف اختبار التمرين الأقصى الذي تم إجراؤه قبل 22 شهرًا من وفاته عن أي تشوهات في القلب.


ماذا يجب فعله قبل ممارسة الرياضة

القلب و ممارسة الرياضة
لابد من فحص شامل لحالة القلب قبل احتراف ممارسة الرياضة

على كل شخص يود ممارسة الرياضة لأول القيام بإجراء مسح عام لكل عضو من أعضائه قبل ممارسة الرياضة، ومتابعة الطبيب بشكل دوري لتجنب المضاعفات التي قد يمر بها، والتي تشكل ناقوس خطر لحياته، مع ضرورة الاعتدال في ممارسة الرياضة. والسبب في عدم مبادرة الرياضيين بالفحص يعزى إلى الاستهتار أو الإهمال أو حتى الانشغال، وعدم توقع حدوث الخطر. 

في الحقيقة هذه المعلومات شديدة الأهمية. فأغلب من يمارسون الرياضة لا يفكرون يوماً في عمل تحاليل أو كشوفات للاطمئنان على أجهزة الجسم قبل ممارسة الرياضة، فمن الضروري التأكد من ملائمة ممارسة الرياضة لحالتنا الصحية أو على الأقل ممارسة الرياضة بناءً على تلك الحالة حسب نصائح وتوجيهات الطبيب.

اقرأ أيضا: كيفية الوقاية من الإصابات الرياضية


أهمية ممارسة الرياضة باعتدال

فقدان الوعي ممارسة الرياضة
ممارسة الرياضة بعنف له اضرار خطيرة على الصحة 

نظرًا لأن الرياضيين الذين يموتون فجأة أثناء ممارسة الرياضة يعانون في الغالب من مرض قلبي متقدم، فإنهم معرضون لخطر الموت فجأة ، سواء كانوا يمارسون الرياضة أم لا.

 لذلك حاولت العديد من الدراسات تحديد ما إذا كانت ممارسة الرياضة تزيد من خطر وفاة الأشخاص المصابين بأمراض القلب المتقدمة فجأة أثناء التمرين بدلاً من الراحة. 

وقد وُجدت بعض الدراسات أن التمارين الرياضية المعتدلة. مثل رياضة المشي. لا تزيد من خطر الموت المفاجئ، في حين وجد البعض الآخر أن الأشكال الأكثر نشاطًا من التمارين المرهقة مثل رفع الأثقال والملاكمة أو الجري السريع تترافق مع خطر الموت المفاجئ بنسبة خمسة إلى سبعة أضعاف لمن يعانون من مشاكل في القلب.

المراجع :

https://www.sportsci.org/jour/9804/tdn.html

https://en.wikipedia.org/wiki/Hypertrophic_cardiomyopathy

https://io.hsoub.com/go/123908