كيف تقرأ كتاباً كاملاً في أسبوع واحد مهما كان حجمه ؟


- 02:56
إنها ليست صياغة مشوقة، إنها مسألة حسابية
كيف تقرأ كتاباً كاملا في أسبوع واحد فقط، قد يبدو لك العنوان براقًا، ملفتًا للانتباه، وقد تضع في نفسك شيئًا عن الكاتب أنه يحب الظهور، أو أنه يبحث عن الشهرة وزيادة عدد مشاهدات كتاباته دون الحصول على معلومة مفيدة بين سطور مقالته، لا تقلق، أعدك أنك لن تصل لهذه الخلاصة في نهاية الـ 1200 كلمة تعداد هذا المقال، ولكن أذكّرك بأن تنظر للوقت في ساعتك الآن حتى ترجع إليها عند انتهائك من القراءة، وسترى هل ذلك الأمر الذي يدّعيه الكاتب ممكنًا أم لا؟. إليك الأن كيف تقرأ كتاباً كاملاً في أسبوع واحد مهما كان حجمه؟

كيف تقرأ كتاباً كاملاً في أسبوع واحد مهما كان حجمه؟
كيف تقرأ كتاباً كاملاً في أسبوع واحد مهما كان حجمه؟

نعم، قراءة كتاب كامل في أسبوع واحد ، بغض النظر عن حجمه ” بما في ذلك الروايات “، أو مادته العلمية، للتسلية أو كتاب منهاج دراسي، الفكرة تكمن في عملية حسابية بسيطة مع بعض التقنيات التي تضمن لك استمرارك في القراءة لفترة أطول. إقرأ أيضا: نصائح هامة لتحقيق اقصى استفادة من قراءة الكتب.
نأتي للمعلومة الأساسية للمقال: معدل القراءة العالمي بين 200-400 كلمة في الدقيقة الواحدة، معدل الكلمات في الصفحة الواحدة 250-300 كلمة، ولو افترضنا أن الكتاب يحتوي على 80 ألف كلمة ” رواية “، بتعداد صفحات يقارب 267 صفحة، وبمتوسط سرعة قراءة 300 كلمة في الدقيقة، هذا الكتاب سيتطلب بذل 4 ساعات ونصف الساعة، تقريبًا لاستكمال قراءته.
في نهاية المقال سوف أعطيك نظرة عامة عن تعداد الكلمات لأنواع الكتب المختلفة، من مقالات، قصص قصيرة، روايات قصيرة، والروايات، حتى تعينك على حساب الساعات المتوقع تخصيصها للقراءة.
مع بداية قراءتك لهذه الفقرة من المقال تكون قد وصلت للعدد 200 من الكلمات المكونة للمقال، ارجع الآن لساعتك وانظر، هل مضت دقيقة؟ إن كانت كذلك فأنت ضمن المعدل العام للقراءة لكن تحتاج لزيادة السرعة قليلاً لتصل للمتوسط العام ضمن حدود 300 دقيقة حتى تكون ضمن حساباتنا التي في الفقرة الثالثة.

 اعثر على مكانك المثالي للقراءة

كما تختلف الأذواق في السلع الشرائية، يختلف القرّاء في اختيار مكانهم المناسب، والأجواء المحيطة، فالبعض يبحث عن العزلة للقراءة! والآخر يبحث عن السكون، وتجد ثالث يهوى الموسيقى الصاخبة لزيادة تركيزه، وآخر يبحث عن الضوضاء البيضاء، المهم القضاء تمامًا على أي عامل من عوامل الإلهاء والتي تختلف من قارئ لآخر، فهل تعرف ما يلهيك؟ فلتبعد نفسك عنه وقت القراءة.
هل فكرت مرة بالقراءة، ثم بدأتها وأنت على السرير؟ إن هذا المكان يدعوك للنوم، غيّر المكان ولكن اجعله مناسبًا للقراءة لفترات طويلة متقطعة، على السرير وسادتك تدعوك لأن تحكي لها أسرار يومك قبل أن تلهيك بدهائها وتذهب لب عقلك وتغريك عن دفتي الكتاب الذي بين يديك.

القراءة المتقطعة مع الحفاظ على نشاطك

هي إستراتيجية فعّالة لتوزيع الطاقة الداخلية، فالأمر يحتاج طاقة عقلية، وقدرات في ضبط النفس والإرادة والالتزام لفترة طويلة لإتمام مهمة واحدة فقط، النفس تنزع للمَلَل، وعدم الانضباط في غريزتها، ولا شيء يمكنه من إجبارها على أداء جهد أكبر من طاقتك، لذلك فالعمل هو توزيع الجهود على الوقت، مع إدخال فترات منتظمة من الانقطاع عن القراءة من أجل إعادة شحن الطاقة والتركيز، مع الحفاظ على أداء مهمة واحدة فقط وهي القراءة.
طبعا وجبة القراءة تختلف من فردٍ لآخر، قد تكون الوجبة مكونة من 20 دقيقة على أن لا تزيد عن 45 دقيقة قراءة متواصلة، قسِّم الكتاب على وجبة القراءة، مثلا نختار 30 دقيقة قراءة متواصلة بالمتوسط، وعلى حسابنا بالأعلى ” 4 ساعات ونصف الساعة “، هذا يعطينا بالمجمل 9 فواصل فترات راحة، يبقى عليك تحديد فترة الراحة التي لن تلهيك أو تخرجك من جو القراءة، وقد تكون من 5-15 دقيقة، وبأخذ المتوسط دائما، يعني نضيف 10 دقائق مضروبة ب 9 فترات راحة، هذا يفرض علينا إضافة ساعة ونصف لمجمل الساعة، فنحصل على 6 ساعات متواصلة لقراءة كتابنا الذي اتفقنا على أن يكون تعداد كلماته 80 ألف كلمة فقط.

هل تدوّن الملاحظات أم لا؟

لكل كاتب رسالة يريد إرسالها من خلال كتابته، إما واضحة أم مبطنة بين السطور، لن يبذل أي كاتب الوقت، الجهد، العاطفة، التركيز، السهر، والكتابة وإعادة الصياغة مرات ومرات، لتضييع الوقت أو ضربًا من العبث، لن يكون ذلك مهما كانت الرسالة من وراء الكتابة.
شخصيًا أميل إلى تدوين الملاحظات، الأفكار، الحكمة، المبادئ، وغيرها، عند قراءة أي كتاب أو مناقشة أيٍ إنسان بأي طريقة، وأحتفظ بها إما في ملف الكتروني أو ورقي، ولكن، تذكّر وأنت تقرأ أن تدوين الملاحظات أو تعليم الجمل أو الكلمات بلون خاص، عند قراءتك لكتاب أو رواية يختلف كثيرًا عند قراءتك لمنهاج دراسي، تمتع واستكشف ثقافة الآخرين ومبادئهم، ولكن تذكر، لا تجعل هذا التدوين في وقت الاستراحة المستقطع.

تزوّد بالوقود اللازم للمهمة

بكل بساطة أي عملية عقلية أو عضلية، تستنفذ من مخزون الطاقة المخزنة في جسمك، وحتى لا تقل كمية الطاقة لمستويات تجعلك تشعر بالنعاس أو الإرهاق، لابد من التزود بالوقود المناسب للمهمة المناسبة، ومهمتنا الحالية ” القراءة المتواصلة لعدة ساعات “ مهمة تجتمع فيها المهارات العقلية والعضلية، ولابد من وقود مناسب لكلا المهارتين، وبما أنه لا يوجد نصيحة عامة تصلح لكل القرّاء، فأنت أيضًا أدرى بطبيعة جسمك واحتياجاته، ولكن اجعل التزود بالوقود خلال فترات الاستراحة المستقطعة.
وإليك بعض النصائح العملية:
  • إن كنت من رواد شرب المنبهات ” شاي – قهوة ” احرص على شربها على فترات وليس بكميات كبيرة.
  • إن كنت ممن يحتاج جسمه للأكل كل فترة، فاحرص على ألا تكون المأكولات دهنية أو رطبة، فقد يتسخ الكتاب.
  • احرص على أن يكون الطعام من نوع الذي يؤكل دون نظر وبيدٍ واحدة.

بدّل هاتفك وأجهزتك الذكية الأخرى بكتابك

  • هل تفكر من أين أحصل على خمس أو ستة ساعات من ساعات يومي؟
  • لا تقلق، لديك الوقت الكافي والزائد عن هذا، ولكن أين تقضيه؟
نعم، صحيح، تقضيه بين أجهزتك الذكية المختلفة، هاتف، جهاز لوحي، جهاز كمبيوتر شخصي أو محمول، وبحسب دراسة أجرتها جامعة لانكستر البريطانية ونشرت في PLOSE One، أن الإنسان العادي ينفق من وقته خمس ساعات في اليوم الواحد، يقضيها بين أجهزته الذكية في القراءة بين مواقع الفيس بوك وتويتر ومواقع التعارف والقراءة الجماعية الأخرى، لذلك اتخذ القرار، وبدّل هاتفك بكتابك من الآن.
إن كنت لا تستطيع توديع هاتفك أو أجهزتك الذكية الأخرى لمدة يوم واحد، اجعلهم بوضع الطيران ” خارج التغطية ” في الوقت المخصص للقراءة، ولا تشغل نفسك بتتبع الانترنت في ذلك الوقت، لا تقلق، لن يغادر من تتواصل معهم كوكب الأرض، لا تزال رحلات استيطان كوكب آخر قيد البحث والاستكشاف!
 الكتاب الصوتي
أوجه تحية لكل من كان سببًا في تطور الكتاب ليكون مسموعًا مستخدمين الأذنين بدل العينين في الوصول لمادة الكتاب، والذي قد يعينك كثيرًا في الاطلاع على الكتاب بشكل أسرع وبطريقة ثورية جديدة، للقرّاء المبتدئين، وخصوصًا أنه يتيح لك الاستماع للكتاب في أوقات الانتظار المملة في زحمة السير، انتظار الطابور، في المنزل، أو أثناء أدائك للتمارين الرياضية، ويمكنك شراء الكتاب المسموع أو استخدام تطبيق لتحويل الكتاب الالكتروني لمقاطع صوتية على الأجهزة الذكية، لك الاختيار.
بقي أن نشير أن قراءة كتاب في أسبوع واحد، يفترض ألا تكون إستراتيجيتك الوحيدة للقراءة، وإلا فلن تستمر بها لما تتطلبه من جهد مركّز، ولكنك قد تلجأ لها عندما تحتاجها، أو تجدولها في وقتك المناسب، فقد تقرأ بهذه الطريقة مرة في كل أسبوع، وتفعّل طرق أخرى أقل في التركيز والجهد، حتى تحافظ على مرونة وانسيابية تحتاجهما كوقود لازم لضمان استمرارك في القراءة بشكل مستمر.
أرقام وكلمات
  • عدد كلمات القرآن الكريم : 77493 كلمة.
  • أعداد كلمات أهم الروايات العالمية.
  • المقالة / قصة صغيرة جدًا : 500-2000 كلمة.
  • مقالة طويلة / قصة قصيرة: 2500-5000 كلمة.
  • رواية قصيرة ” Novella ” : كلماتها 20.000-40.000 كلمة.
  • الرواية : 80.000-150.000 كلمة.
  • الرواية الملحمة Epic، أكثر من 200.000 كلمة.
  • المسرحية: 5000-12000 كلمة.
  • سيناريو فيلم: 7500-20.000 كلمة.
  • هناك اختلافات في أكثر من مرجع ولكنني اعتمدت هذا المرجع.
والأن بقراءتك لآخر كلمة من هذا المقال تكون قد وصلت لرقم 1200 كلمة وهي عدد كلمات هذا المقال، الآن ارفع يدك ودقق في ساعتك واحسب كم مضى من الوقت في هذا المقال، وأخبرنا في التعليقات كم معدل قراءتك، وكم عدد الساعات التي ستقضيها في قراءة رواية بتعداد كلمات 80 ألف كلمة بنفس طريقة الحساب في الفقرة التاسعة بالأعلى. نتمنى أن يكون هذا المقال قد حفزك لقراءة الكثير الكتب التي ستفيدك لامحال في حياتك.

إليك رابط مكتبة تطوير الذات حيت ستجد بعض الكتب المفيدة الجاهزة للتحميل .