قانون الجهد المهدور سر من أسرار النجاح


- 12:02
هل تعلم أن اللّبؤة أو الأسود عامة لا تنجح في المحاولة الأولى للصيد دائما، بل تفشل في ثلاثة أرباع محاولاتها في الصيد تقريبا، يعني لا تنجح في الظفر بالفريسة إلا في رُبع محاولاتها، وذلك خلافا لما تظهره الأفلام الوثائقية التي لا تركز سوى على نقل المحاولات الناجحة للمشاهد، والحقيقة أن الأسود تفشل تقريبا في 75% من محاولاتها وتنجح في 25% منها فقط .

ورغم هذه النسبة الضئيلة التي تشاركها فيها معظم الضواري الأخرى كالنمور والفهود والضباع والذئاب.. إلا أنه يستحيل على اللّبؤة أو الأسد أن ييأس من محاولات المطاردة والصيد ويستسلم...

ما هو قانون الجهد المهدور؟


السبب الرئيسي في عدم استسلام اللّبؤة أو الأسد ليس الجوع وحده كما قد يظن البعض، إنما هو استيعاب الحيوانات فطريا لقانون (الجهد المهدور) وهو القانون الذي تعمل به الطبيعة كلها ...

فنصف بيوض الأسماك يتم التهامها .. ونصف مواليد الدببة تموت قبل البلوغ ... ومعظم أمطار العالم تهطل في المحيطات ... ومعظم بذور النباتات تأكلها العصافير ... وملايين الحيوانات المنوية لا ننجح في تخصيب البويضة... قانون الجهد المهدور يسري على الطبيعة كلها.

وحده الإنسان من يرفض هذا القانون الطبيعي الكوني ويعتبر أن عدم نجاحه في المحاولة الأولى أو بعد بضع محاولات قليلة يجعل منه إنسانا فاشلا  ... فيستسلم للفشل!!!.  لكن الحقيقة هي أن: الفشل الوحيد هو التوقف النهائي عن المحاولة والاستسلام الكلي للفشل .

فالنجاح ليس هو أن تنجح من المحاولة الأولى بالضرورة، أو أن يكون لديك سيرة حياة خالية من الفشل و العثرات والسقطات ...  بل النجاح هو أن تمشي فوق أخطائك وتتخطى كل مرحلة ذهبت جهودك فيها هدراً وتتطلع الى المرحلة المقبلة.. بأسلوب وطريقة مختلفة مستفيدا من أخطائك السابقة.


ولو كان هنالك من كلمة تلخص هذه الحياة التي نعيشها في الدنيا فستكون بساطة شديدة :  (استمر).. فملايين الكائنات الحية لم تصل الى تكيفها الناجح مع وسطها البيئي إلا بعد سلسلة من الجهد المهدور، كما تفسر ذلك نظرية التطور، فهذا قانون طبيعي يسري على الكل في الكون. فأستمر بعد كل عثرة بطريقة مختلفة ولا تستسلم للفشل أبدا وستنال النجاح المنشود.