هل هنالك أطعمة ضارة يتوجب على الانسان فعلا تجنب استهلاكها


- 15:25
هل هنالك أطعمة يتوجب على الانسان  تجنب استهلاكها ؟ وهل توجود  أطعمة صحية واخرى ضارة بالجميع؟ أم أن الأمور نسبية وشخصية وتتعلق بكل شخص منا على حدة؟!  ولماذا  كل يوم تظهر دراسات، ويحذرنا الاخصائيون والاطباء من تناول هذا النوع من الاطعمة او تلك ؟ .

حيث بعدما يقوم  العلماء المختصين بفحص نسبة السعرات الحرارية في مختلف الاغذية ، و نسبة العناصر الغذائية الاخرى  مثل الدهنيات، البروتينات، المؤشر الجلايسيمي (Glycemic index)، مضادات الاكسدة (Antioxidant)، مضادات الالتهاب، الجلوتين (Gluten)، الفيتامينات، المعادن وغيرها من المعطيات التي يدخلونها الى معادلة معقدة، فيصدر حكم في النهاية على الغذاء: هل هو طعام صحي او غير صحي!

بهذه الطريقة نعرف ان البطاطا الحلوة صحية، الملفوف صحي جدا، الفلفل جيد، الخبز الابيض ليس صحيا جدا، والدهن النباتي خطير جدا. احيانا، نميل للاعتقاد انه كلما كان الغذاءاكثر غرابة وندرة (لبن الماعز، الخبز المصنوع من حبوب الشوفان الكاملة، الجوز البرازيلي، عصير القمح، حبوب الكتان) يكون اكثر صحة، في حين ان الاطعمة المتوفرة بكثرة لدينا منذ وقت طويل (الخبز، الارز الابيض، اللحم، الدجاج، السكر والملح) تعتبر ضارة بصحتنا.  

في هذا الموضوع ، سنحاول الاجابة على بعض الاسئلة المقلقة: هل هنالك أطعمة يتوجب علينا تجنب استهلاكها؟ هل هنالك اغذية من المفضل ان نقوم باستهلاكها؟ وباختصار، اي نظام غذائي علينا ان نختار؟

هل هنالك أطعمة يتوجب على الانسان فعلا تجنب استهلاكها 


بداية، يجب ان نفهم ان الناس يختلفون عن بعضهم. ففي حين يعتبر بعض الناس ان تناول ملعقة من الفلفل الشديد الحراراة صباحا هو احد انواع المتعة، يعتبره البعض الاخر الما لا يمكن احتماله، وسببا كافيا للاصابة بالقرحة المعدية (Gastric ulcer). البعض منا معتاد على منتجات الالبان ويتمتع بتناولها، بينما فينا من يصاب بالاسهال والام البطن. لذلك، فان كل التصريحات التي تصلنا بصيغة: "اثبتت الدراسات ان البطاطا الحلوة صحية" او "الصويا غير صحية"، تعتبر سطحية، وهذا هو عيبها الكبير.    

كذلك، عند التوجه للمختصين، كثيرا ما نصاب ببعض الاحباط. في حال قررنا استشارة مختص الأطعمة الصحية، وقبل ان يعرف حتى ما هي المعضلة التي نعاني منها، فانه على الارجح سينصحنا بما يلي: "قللوا من استهلاك الدقيق الابيض، السكر، الملح ولحم البقر. اكثروا من الفواكه، الخضار والارز الكامل". يبدو ان هذا النظام الغذائي كان مفيدا لشخص لبعض الاشخاص، فقرر اخصائيو الأطعمة، من يومها، انه قد يكون مناسبا للجميع!!!


في ظل كل ما قيل، ليس غريبا ان تتغير نتائج الدراسات طوال الوقت، بحث يناقض الاخر، اذ ان اكوام المعلومات المكدسة هذه لا تتسم باي منهجية، ولا فيها اي فهم شامل لجسم الانسان، احتياجاته وصحته.

اضافة الى ذلك، فان الأطعمة "الصحية" لا تجعلنا اكثر صحة فحسب، اذ انها من الممكن ان تسبب لنا الضرر. كيف؟ اولا لانها تقيد الانسان بعدد محدود من الاغذية الصحية التي يستطيع تناولها. بينما يتسم الاشخاص الاصحاء، بشكل عام، بانهم لا يتقيدون بانواع محددة من الاغذية التي يتناولونها. هنالك خبز؟ ياكل خبزا. هنالك دجاج؟ ياكل دجاجا. هنالك اسماك؟ ياكل اسماكا. صحة الانسان الجيدة هي التي تسمح له بتناول تشكيلة واسعة من الاغذية، وهو قادر على التعود بسرعة على اي نوع من الاغذية، وبوسعه تحديد الاغذية التي يحتاج لها. اما الانسانا لمقيد من الناحية الغذائية، فهو المريض.

اذا، ما الذي علينا ان نفعل لكي نحصل على الأطعمة الصحية؟
ليس على الانسان المعني بان يكون بصحة جيدة، ان يفرض على نفسه نظاما غذائيا معينا. انما يجب ان يقوم باكل ما يريد. وهو ما يحتاجه جسمنا في معظم الحالات. عندما يرسل الجسم اشارات الجوع، فانه يشعر بالحاجة للغذاء، ويرسل لنا اشارات حول نوع الغذاءالذي يحتاج له.

طبعا من المهم ان يكون الغذاء نظيفا، مغسولا، مع اقل نسبة ممكنة من السموم والصبغات المختلفة، واذا امكن ان يكون الغذاء عضويا، فانه سيكون افضل. عندما يكون الغذاء مغذيا ونظيفا، لا تكون هنالك افضلية لاستهلاك نوع معين على اخر.

ماذا لو ارسل لنا الجسم اشارات ان الغذاء قد يضر بنا؟ كالرغبة القوية بالحلويات التي نعرف انها غير مشبعة؟ هل علينا الخضوع لتلك الرغبة والازدياد في الوزن؟ في هذه الحالة علينا ان نفهم ان رغبتنا الشديدة بتناول شيء حلو المذاق ما هي الا احد اعراض الاصابة بالمرض. معظمنا يحب الحلويات، لكن بعد نسبة قليلة من الحلو، نشعر بالشبع ولا نشعر بالحاجة لاستهلاكه بعد. الانسان الذي يشعر كل الوقت برغبة بتناول الحلويات يعاني من مرض معين، ومن اعراض هذا المرض الرغبة الشديدة بتناول الحلويات. منع هذا الانسانمن تناول الحلويات لن يحل المعضلة، اذ ان الشعور بعدم الراحة سيبقى يسيطر عليه، بل ان المعضلة قد تتفاقم في بعض الاحيان وتظهر على شكل اضطرابات جسدية ونفسية اخرى.

في حال كانت المعضلة مقلقة، يوصى بالتوجه لتلقي العلاج المثالي (Homeopathy)، حيث يتم في هذا النوع من العلاج، البحث عن جذور المعضلة، استيضاح متى بدات، ما هي خصائصها وهل هنالك اعراض اخرى (جسدية او نفسية)، ما هو طبع المعالج ونمط حياته، ووفقا لكل هذه المعطيات تتم ملائمة العلاج.